أول مسامرة أدبية نسائية في رابع جلسات الأنس بـ «أدباء الأحساء»

شهدت الجلسة الرابعة لمجلس الأنس الأدبي في جمعية ”أدباء“، أول مسامرة أدبية نسائية، بمشاركة نخبة من الشاعرات والأديبات والكاتبات والإعلاميات وسيدات المجتمع.
وذكر رئيس الجمعية الدكتور محمود الحليبي أن الهدف من إقامة مثل هذه الأمسيات هو تعزيز الثقافة الأدبية في محافظة الأحساء، وتسليط الضوء على الأصوات الأدبية النسائية المبدعة والتعريف بنتاجهن ومنجزهن الشعري والأدبي.
وأضاف: تعد هذه الأمسية خطوة مهمة نحو تشجيع الشاعرات والأديبات والقاصات والكاتبات وتمكينهم من التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن من خلال الكلمة الأديبة التي تعكس التطور الثقافي والاجتماعي الذي تشهده الأحساء ويسهم في تعزيز التوازن بين الجنسين.
من جهتها، قالت فاطمة بوجليع ذكرت: إن جمعية أدباء في الأحساء منارة الثقافة والأدب، وصرح ينقل نبض الإنسان للإنسان، ويلخص مشاوير الإبداع، وإن لها أثر فاعل في تغذية حراك الثقافة والأدب من خلال البرامج والفعاليات المتنوعة التي تقدمها، والتي تتناسب وتحولات المرحلة الراهنة، وها هي تفتح آفاقا جديدة لتضم إليها كل من يعشق الإبداع الأدبي.
وقدمت الشاعرة تهاني الصبيح قصيدة شعرية تطيب بها الأجواء وتنقاد لها الأسماع والمشاعر، بعنوان ”ما يدّعيه كاهن الحُب“، وجاء فيها:
من جانب الطور كان الحبُّ مفردة..
.. من السماء ونجماً ثاقباً هبّا
وكان في يوسفٍ وجهٌ لطافتُهُ
كادتْ بخفّتها أن توقدَ الجُبّا
وكان غيباً لإسماعيلَ مختزلاً
بالأمنيات ونحراً ينتشي حبّا
كان الثباتَ الذي في السعيِ جذّرهُ
يقينُ هاجرَ لما قلبُها لبّى
كان النقاوةَ لمّا زمزمٌ نضحتْ
ماءً طهوراً على أوجاعِنا صُبّا
ثم دارت المسامرة بين الحاضرات، قالت أستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل الدكتورة أحلام الوصيفر: سعادتي في هذه الأمسية الأدبية المباركة التي تجمع أديبات الأحساء ومثقفاتها غامرة؛ ملؤها تجاذب أحاديث النثر، وقصائد الشعر، هذا هو وجه الأدب الآخر الذي سيكون نواة للنهوض بالأدب ومثقفيه.
من ناحيتها قدّمت الشاعرة حوراء الهميلي قصيده بعنوان ”أغنيةٌ ما غادرتْ عُشَّ فمي“، ومنها:
يُروى عن النخلِ أنَّ اللهَ كلَّمَها
وأنزلَ الوحيَ في «هجرٍ» وألْهَمَها
ومنذُ ميقاتِه مدَّتْ سواعدَها
نحو السماواتِ كي تصطادَ أنجمَها
بعد ذلك، جاءت مداخلة الأستاذ المشارك في قسم النحو والصرف في جامعة الملك فيصل، الدكتورة هيفاء الحواس، بقولها: هذه المجالس التي ينشر فيها كلام الأدباء والشعراء، تقوي الملكة اللغوية لدى السامعين ولدى الحاضرين، وبالتالي يقوى فهمنا جميعا لكتاب الله عز وجل، هذا الكتاب العظيم الذي هو معجزة النبي عليه الصلاة والسلام، مقدمة قصيدة جاء فيها:
جاء النبيون بالآيات فانصرمت
وجئتنا بحكيمٍ غير منصرم
آياته كلما طال المدى جددٌ
يزينهن جلال العتق والقدم
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
وأنت أحييت أجيالا من الرمم
بعد ذلك قدمت الشاعرة مريم الفلاح قصيدة بعنوان ”سيرة ذاتية“، ومنها:
أنا امرأة يعاندها الخضوعُ
وترغمها الصُّروف ُ فلا تطيعُ
وتلمعُ في مآقيها الأماني
ويضحك ُ في تبسُّمِها الربيعُ
كما قدّمت نص ”استراحة متعب“، ومنه:
لا تغتربْ كلُّ أنثى في الهوى وطنٌ
ترعى الأمومةَ إن عافَ الحنانَ أبُ
نحنُ النساءُ إجاباتٌ وأسئلةٌ
فسلْ وحاذر تُجبْ يوما فتنتَكِبُ
واعتبرت مدير مكتب التعليم بالمبرز فريزة السبيعي، هذا الجمع الأدبي، ضرورة ملحة يجب الحرص على إقامته بين الفينة والفينة لما يحمله من نفع وفائدة مع إشراك الطالبات الموهوبات في هذا الحراك فالأحساء تزخر بالمبدعات.
وشددت الدكتورة صباح العرفج على ضرورة انتقاء العناوين الجاذبة والمواضيع الجادة ودمجها بالأدب لنكون مواكبين لكل المستجدات، فيما قدّمت المشرفة التربوية هدى الحمود مقطعات شعرية متنوعة، بعناوين ”إلى الأحساء أشواقي“، و”دُرّيّةٌ“، وقصيدة ”لبيك يا وطني“.
وذكرت المذيعة وفاء بخش أن جمعية أدباء فاقت توقعاتها وحملتها مسؤولية تجاه هذا الصرح الأدبي التي تتوقع منه الكثير من التأثير في شحذ المنطقة بالنافع وإسماع من هم خارج الأحساء بصيتها وفعالياتها الناجحة، ثم تحدثت وفاء بوخمسين عن أدب الرحلات وما يصوره من أحداث
وكان الختام مع الشاعرة الدكتورة هاجر الجغيمان أستاذ النحو والصرف واللغة في جامعة الملك فيصل، التي ألقت مقطعتين من شعرها، ثم كلمة عن المعنى اللغوي الدقيق للشعر، وطرحت بعض الأسئلة وأجابت عنها مثل: لم سمي الشاعر شاعرًا؟ وهل الشعر ممدوح أو مذموم؟ ولماذا نفى الله سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرًا؟ وما الفرق بين القرآن والشعر؟ ثم ختمت حديثها بتفسير قوله عز وجل عن الشعراء في آخر سورة الشعراء.