آخر تحديث: 23 / 5 / 2025م - 3:30 م

”التقرح“ و”كرون“.. مرضان يُصيبان الجهاز الهضمي.. ما الفرق وكيفية العلاج؟

جهات الإخبارية فاطمة ال اسماعيل - تصوير: حسن الخلف - الدمام

نظمت الجمعية السعودية للجهاز الهضمي فعالية يوم التوعية بأمراض الالتهابات المعوية ”مرض كرون والتهاب القولون التقرحي“ في دارين مول بالدمام.

وشارك في الفعالية عدد كبير من الأطباء المتخصصين في أقسام الباطنية والجراحة والتغذية، والذين قدموا شرحًا وافيا لمرضى كرون والتهاب القولون التقرحي حو أسباب المرض وأعراضه وطرق العلاج المتوفرة، لاسيما التغذية السليمة لهم.

وقال استشاري أمراض الباطنية والجهاز الهضمي بمستشفى الجبيل العام د. جهاد السيهاتي إن هدف الفعالية هو تعريف أفراد المجتمع بأمراض القولون التقرحي، والمسببات والأعراض والمضاعفات وكذلك العلاجات المحتملة ومدى احتياج المريض للدخل الجراحي.

وأشار إلى أن الفعالية تقام للسنة الثانية على التوالي بالتعاون مع جمعيتي ”الجهاز الهضمي“ و”أمراض الجهاز الهضمي السعودية“ وعدة مستشفيات على مستوى المنطقة الشرقية، ونخبة من الأطباء وأطقم التمريض.

من جهته، ذكر الاستشاري بمستشفى أرامكو د. عبد الرحمن الصالح الهدف الأساسي للفعالية هو توعية المجتمع بمخاطر أمراض القولون التقرحي لافتا إلى أن عدد المصابين صار في زيادة خلال السنوات الأخيرة بالمجتمع السعودي.

وأوضح أن القولون التقرحي يعتبر مرضًا مناعيًا، ويمكن تشخيصه عن طريق المنظار وأخذ عينة من الأنسجة وإرسالها إلى المختبر.

وكشف طبيب زمالة الجهاز الهضمي د. عبد الله اليتيم أن هذه الفعالية تعد محطة متخصصة في شرح العلاجات المتوفرة لأمراض القولون التقرحية، موضحا أن هناك نوعين من هذه الأمراض هما مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

ولفت ”اليتيم“ إلى أن علاجات المرضين متوفرة بطرق تقليدية أو بيولوجية بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، والتدخل الجراحي في حال عدم استفادة المريض من الدواء.

وأشار إلى أن العلاجات التقليدية المتوفرة هي الميسالازين أو البنتازا والعلاج الآخر هو أزاتيوبرين أو الاميوران، أما العلاجات البيولوجية فهناك عدة علاجات بيولوجية مختلفة وقديمة مثل ”انتيدين اف“ و”هيوميرا“ وأخرى متقدمة مثل ”ستيلارا“.

ولفت إلى أن كيفية اختيار هذه العلاجات يعتمد على حالة المريض وشدة الإصابة بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل وجود تقرحات في الفم أو آلام في المفاصل أو صدفية في الجلد، وتكون هذه الأمراض أو الأعراض ملازمة مع وجود القولون التقرحي.

وأضاف أنه إذا فشلت العلاجات الدوائية والبيولوجية في تحسين حالة المصاب يلجأ الطبيب المعالج إلى التدخل الجراحي، وبعده يتم تقييم حالة المريض من جديد واتباع بروتوكول العلاجات الدوائية أو البيولوجية.

بدوره، قال الطبيب المقيم بقسم الباطنية بالقطيف المركزي د. عبد الله العباس، إن تشخيص أمراض التهاب القولون التقرحي يجري تشخيصها من خلال جمع معلومات عن الحالة المرضية، وتاريخها المرضي المرتبط بالأعراض ثم إجراء منظار القولون، وهو عبارة عن كاميرا في أنبوب وبها بعد الأدوات الخاصة يتم من خلالها أخذ عينات، إرسالها إلى المختبر وإجراء بعض التحاليل مثل سيولة الدم.

وأكد ”العباس“ أن المنظار آمن تماما، ويحتاج فقط إلى إعطاء المريض بعض الملينات قبل إجرائه بيوم واحد مع الصيام لمدة من 8 إلى 10 ساعات.

وبيّن استشاري الجراحة د. عبد العزيز أحمد خليفة الحسين أن قسم الجراحة هو آخر محطة لتوعية مصابي القولون التقرحي، مشيرًا إلى أن الإصابة بالمرض تكون وراثية أو بيئية.

وكشف ”الحسين“ أن الفرق بين ”التقرح“ ومرض ”كرون“ هو أن الأخير يصيب الجهاز الهضمي كاملا، أما التقرحي فيصيب جزء من القولون والمستقيم، ثم يتطور ويصيب طبقتين فقط بالجهاز الهضمي.

وأوضح أن التدخل الجراحي يمكن إجراؤه عند فشل العلاج الدوائي البيولوجي أو إذا أصيب المريض بناسور وهو عبارة عن قناة أو فتحة تسببها التقرحات الكثيرة، لافتا إلى أنه إذا نتج عن ذلك تضييق في القولون، أو نزيف أو بواسير، حينها يتم التدخل الجراحي.

وتجاذبت أطراف الحديث، طبيبة الجراحة العامة د. فاطمة السعيد موضحة أن التدخل الجراحي لمرضى القولون التقرحي يكون بسيط جدا ومحدود كحل أخير للعلاج.

وشرحت قائلة: إن دور التدخل الجراحي لمرض ”الكرون“ هو استئصال الجزء الملتهب أو المسبب لتضييق من الأمعاء وإعادة توصيلها، وفي حالة إصابة المريض بخراجات شرجية أو ناسور يتم فتحها وتنظيفها ووضع خيوط جراحية لبقاء المكان نظيفا.

ولفتت إلى أن التدخل الجراحي يمكن لاستئصال اللحميات المصابة بتقرح أو الأورام السرطانية في الحالات المتقدمة، أو تدخلات جراحية عاجلة في حال وجود ثقب في الأمعاء أو الالتهابات الشديدة في الأمعاء أو عدم انتظام العلامات الحيوية أو تكرر المرض بشكل مستمر.

إلى ذلك، علقت أخصائية التغذية العلاجية فاطمة آل سنان أنها تشارك في هذه الفعالية لتوعية المجتمع بأهمية التغذية السليمة لمرضى التهاب القولون التقرحي أو ”كرون“.

ونصحت ”آل سنان“ مرضى الالتهابات التقرحية بتقليل الألياف في حال ظهور أعراض مثل الإسهال وكذلك تقليل الدهون، مشيرة إلى ضرورة تشخيص حالة المريض حتى يتمكن من تناول الطعام المناسب لحالته المرضية.