آخر تحديث: 18 / 5 / 2025م - 7:31 م

برعاية الملك.. مؤتمر «وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية» يعزز مبادئ الوسطية

جهات الإخبارية زهير الغزال - مكة المكرمة

انطلقت اليوم الأحد، جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تحت عنوان ”دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال“، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

ويشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات الإسلامية والعالمية يمثلون وزراء ومفتين ورؤساء مجالس وجمعيات ومؤسسات إسلامية ينتمون لـ أكثر من 60 دولة، والذي يقام بأحد فنادق مكة المكرمة.

وبدأت أولى جلسات المؤتمر والتي رأسها وزير الأوقاف والإرشاد في الجمهورية اليمنية الدكتور محمد بن عيضة شيبة، وناقشت محورًا بعنوان ”مواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب وأهمية تحصين المنابر من خطاباتها“، فيما تتوالى بقية جلسات المؤتمر لليوم الأول على فترتين صباحية ومسائية.

وأشار وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الرئيس التنفيذي للمؤتمر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، إلى النهج الراسخ للمملكة في جمع الكلمة، ووحدة الصف، وتفعيل مبدأ التشاور والتعاون على البر والتقوى، لا سيما في ظل المتغيرات المتسارعة التي تستوجب على المعنيين بالشأن الإسلامي المبادرة لحفظ الثوابت وترسيخها ومواجهة المتغيرات والتعامل معها بعلم وحكمة ورفق وتنقية الخطاب الديني مما ألحق به من الفهم المغلوط إما غلواً وتشدداً أو جفاء وانحلالا.

وقال: إن المملكة العربية السعودية قامت على منهج الوسطية والاعتدال منذ تأسيسها على يد الإمام الصالح الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه الملوك البررة، من بعده وفي عهدنا الزاهر تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - حيث حملا على عاتقهما نشر رسالة الإسلام الوسطي المعتدل ومحاربة الغلو والتطرف والمبادرة إلى ما يخدم هذا المنهج القويم والعناية بالثوابت والقيم الإسلامية والمحافظة عليها.

وأضاف: نجتمع اليوم بجوار البيت العتيق وقبلة المسلمين كمسؤولين عن الشأن الإسلامي حيث نناقش في هذا المؤتمر مواجهة مستجدات التطرف والإرهاب وسبل تحصين المنابر من خطابات الغلو والتشدد وتعزيز قيم التعايش والتسامح وتصحيح فهم الخطاب الديني وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال وتعزيز المواطنة في دول العالم الإسلامي وأثره في استقرار المجتمعات الإسلامية والحديث عن الخصوصية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية وهذا يتطلب التعاون والتشاور وتفعيل البرامج المشتركة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الأعضاء وتصحيح فهم الخطاب الديني وتفعيل دور الأئمة والخطباء والدعاة وأداء رسالة المسجد على الوجه الصحيح.

وأكمل: إن ما لدنيا من الثوابت والقيم الإسلامية والرغبة الصادقة بحمد الله يجعلنا نخوض المواجهة والتحديات بثبات وعزم سلاحنا الإخلاص لله والعلم والحكمة مع الإفادة من كل الوسائل الممكنة بما في ذلك ما استجد من وسائل وتقنيات من الذكاء الاصطناعي وغيرها والتي فرضت نفسها كوسيلة مؤثرة في المجتمع ولها دور يجب ألَّا يغفل في التأثير في الرأي والفكر سلباً أو إيجاباً وقد استثمرها كثير من جماعات الغلو والتطرف ودعاة الإلحاد والانحلال الأخلاقي وأصبحت ميداناً للدعوة إلى مخالفة الثوابت والقيم مما يتطلب وقفة جادة لتفعيل دور تلك الوسائل بما يحقق المصلحة الشرعية ويحمي المجتمعات من خطرها.

من جهته، بيّن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية السيد أحمد التوفيق، أن موضوع المؤتمر من أهم الموضوعات ومهام وزارات الشؤون الإسلامية في بلاد الأغلبيات المسلمة، مؤكداً أن وزارة الشؤون الإسلامية بمملكة المغرب هي الجهة المختصة التي تعمل على حماية الدين، من خلال ضمان حياد المساجد تجاه مختلف أنواع التيارات العقدية والسياسية والاجتماعية.

بدوره، أشاد وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية أسامة الأزهري بعنوان المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، ومحاوره ومضامينه، مؤكداً أن ذلك يتوجب على الدول الأعضاء والمشاركة أن تحتشد لمحاربة الغلو والتطرف وصور العنف والتشدد وحتى نطفئ نيران العنف والإرهاب، ولنكون في زماننا هذا أمناء على ديننا وعلى أوطاننا.

وقال الأزهري: إن المؤتمر اختار عنواناً مهماً وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة، وإننا ننادي من خلال هذا المؤتمر وننادي بها في أنحاء الدنيا، وفق القرآن الكريم، لافتاً إلى أن القيم المشتركة هي أحد أهم أهداف المؤتمر التي نعمل عليها.

ونوّه بالمواطنة، لما لها من أهمية شديدة في ظل زمن نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف في خطاب يقزّم شأن الوطن ويصغره لذا وجب علينا أن نعمل لرفع شأن الوطن وتعزيز انتماء الإنسان لوطنه من خلال مفهوم المواطنة.

وأشاد وزير الأراضي والشؤون الدينية بجمهورية غامبيا السيد حمات كلمة، بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في العالم، متمنيا أن يحقق هذا المؤتمر الإسلامي العالمي أهدافه.

وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان الدكتور محمد بن سعيد المعمري، أن هذا المؤتمر يجسد الاهتمامات المشتركة للحكومات والمجتمعات، ويؤكد قيمة الإنسان وأهمية العمل من أجل تحقيق مصالحه الحاضرة والمستقبلية.

وأوضح أن العالم اليوم يواجه تحديات ثقيلة تتمثل في اضطراب المفاهيم القيمية واختلال التوازن الأخلاقي، مضافا إليها الصراعات والنزاعات والحروب، وخطابات الكراهية التي صورت مجتمعاتنا وكأنها عالة تاريخا ومستقبلا على الحضارة والحداثة.

وأضاف: المسؤولية الملقاة علينا كمسؤولين في وزارات الشؤون الإسلامية والدينية، تحتم علينا التعاون وتكثيف العمل من أجل حماية مجتمعاتنا، وتعزيز مرونتها وقدرتها للحفاظ على أسسها القيمية والأخلاقية، وهذا التعاون يبدأ بعملنا نحو تجديد الفهم للخطاب الديني بما يتسق والتحديات الراهنة، تعزيزا لوعي ديني يتسم بالوسطية والاعتدال، وهذا لا يتحصل إلا بمواجهة خطابات التطرف والتعصب والغلو والإرهاب.