هل تتناول اللحوم الحمراء بانتظام؟ تعرف على تأثيرها على صحتك
كشفت دراسة علمية حديثة عن تفاصيل مثيرة للجدل حول العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء والصحة العامة.
الدراسة، التي أجراها باحثون بارزون في جامعة تكساس التقنية ونشرت في مجلة ”المغذيات“ ”Nutrients“، تلقي الضوء على الجانب المظلم لهذا الغذاء الذي يحتل مكانة بارزة على موائدنا، محذرةً من أن الإفراط فيه أو طهيه بطرق غير صحيحة قد يفتح الباب أمام أمراض خطيرة.
ووفقًا للدراسة، تعتبر اللحوم الحمراء مصدرًا غذائيًا غنيًا بالبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل الحديد والزنك والسيلينيوم. وتساهم هذه العناصر الغذائية في تعزيز نمو العضلات وتحسين الأداء البدني، مما يجعل اللحوم الحمراء عنصرًا مهمًا في النظام الغذائي للكثيرين.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، أو استهلاكها بطرق غير صحية، مثل الشواء على درجات حرارة عالية جدًا أو تناول اللحوم المصنعة، قد يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم.
ويرجع الباحثون جزءًا من هذه المخاطر إلى إنتاج الجسم لمركب ”ثلاثي ميثيل أمين -N - أكسيد“ ”TMAO“ عند هضم بعض مكونات اللحوم الحمراء، وهو مركب أظهرت الدراسات ارتباطه بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن استهلاك اللحوم الحمراء قد يؤثر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما قد ينعكس سلبًا على صحة الجهاز الهضمي وعمليات التمثيل الغذائي في الجسم.
وأكد الباحثون أن هناك عدة عوامل تؤثر على مدى تأثير اللحوم الحمراء على الصحة، وتشمل هذه العوامل: كمية اللحوم المستهلكة، وطريقة طهيها، ونوع اللحوم ”مثل اللحوم قليلة الدهن مقابل اللحوم الغنية بالدهون“، بالإضافة إلى الفروق الفردية بين الأشخاص، مثل الجنس والعمر والحالة الصحية العامة.
وشددت الدراسة على أهمية الاعتدال في استهلاك اللحوم الحمراء، واختيار طرق طهي صحية للحد من المخاطر المحتملة. وأشارت إلى أن اللحوم الحمراء قليلة الدهن قد تكون خيارًا أفضل للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على صحة القلب والتمثيل الغذائي.
