آخر تحديث: 28 / 4 / 2025م - 7:22 م

كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على نمو شخصية الأطفال والمراهقين؟

جهات الإخبارية

أكد الدكتور أسامة النعيمي، استشاري أول الطب النفسي، أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تُشكل خطرًا حقيقيًا على النمو النفسي والاجتماعي للأطفال والمراهقين.

وأوضح النعيمي أن هذه الوسائل، على الرغم من انتشارها الواسع، أصبحت بديلاً غير صحي لمهارات التواصل الاجتماعي المباشر، التي تُعدّ أداةً أساسيةً في تنمية شخصية الطفل والمراهق.

وأضاف الدكتور النعيمي أن الطفل والمراهق، في مراحل نموهما الحرجة، يحتاجان إلى الاحتكاك المباشر والتفاعل الحي مع المجتمع المحيط بهما.

هذا التفاعل يُساهم في بناء شخصيتهما، ويُطور لديهما القدرة على فهم الآخرين والتعبير عن الذات بشكل سليم. إلا أن منصات التواصل الافتراضي، كما يشير الاستشاري، استبدلت هذا التفاعل الضروري بحوارات تجري خلف شاشات، تُتيح للأطفال والمراهقين تقمص شخصيات افتراضية بعيدة عن واقعهم، مما يُعيق تطورهم الاجتماعي الطبيعي.

وأشار الدكتور النعيمي إلى أن هذا الاعتماد المتزايد على التواصل الافتراضي أدى إلى انخفاض ملحوظ في رغبة الأطفال والمراهقين في الانخراط في تفاعلات اجتماعية حقيقية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليفتح الباب أمام مشكلات خطيرة مثل التنمر الإلكتروني والاستغلال، مما يُضاعف من الأثر السلبي لهذه الوسائل على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

وختم الدكتور النعيمي تصريحه بالتأكيد على ضرورة إيجاد توازن صحي بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الحقيقي.

وشدد على أهمية توعية الأهل والمربين بهذا الخطر، والعمل على توجيه الأطفال والمراهقين نحو بناء علاقات اجتماعية واقعية، لضمان نموهم النفسي والاجتماعي بشكل سليم ومتوازن، وبناء جيل يتمتع بالاستقرار النفسي والوعي الكافي لمواجهة تحديات العصر.