آخر تحديث: 26 / 4 / 2025م - 2:28 م

أجيالنا الناشئة تحت المجهر...

جمال حسن المطوع

وصل إلى سمعي وعلمي ما يشكّل صدمة مؤلمة، وهو أنّ كثيراً من الآباء ويشاطرهم الأمهاتُ يشتكون من بعض فلذات أكبادهم، مِمَّن هم في عمر الزهور والحيوية والنشاط، تعنُّتاً وعناداً ومكابرةً في قبول ما يُطرح عليهم من ملاحظات وتوجيهات تربوية وتوعوية فيها كل ما يجنّبهم الوقوع في الزلل والأخطاء السلبية التي تؤثر على نفسياتهم وحاضرهم ومستقبلهم، ومجابهتِهم كلَّ المعوقات التي تواجههم في حالة عدم القبول والانصياع للنصائح التوجيهية والإرشادات الأبوية الهادفة التي تفتح طرقاً واسعة في كيفية مواجهة المستحدثات التقنية والإلكترونيات الذكية التي غزت ودخلت بيوتنا على مرأى منا وقبول، ومن غير ردّات فعل أو مناقشة هادئة بصورة منطقية في كيفية معالجة وبرمجة ما تتفاعل معها الناشئة بشكل غير طبيعي فاق حد الوصف، حيث سرقت أوقاتهم الثمينة وأثرت على صحتهم بشكل يُخشى عليهم من تبعاتها وآثارها المدمرة، بغض النظر عن بعض المنافع والفوائد الوقتية وغيرِ ذات الأهمية، لأنها شغلتهم عن ما هو أهم وأولى في متابعة مستقبلهم الدراسي والتعليمي والعملي، حيث ركزوا اهتمامهم في اقتناء جهاز الآيباد ومتابعة أحدث أجهزة الهواتف الذكية وأنواعها لمنافسة أقرانهم وتتبعهم للمستجدات والتباهي بها أمام الآخرين في كيفية التسابق والتباهي على اقتنائها وما تحتويه من ألعاب وبرامج ترفيهية قد يكون بعضها خادشاً للحياء والحشمة، وهم في مرحلة عمرية خطيرة ما بين النضوج وريعان الشباب والرجولة، وكيفية تخطي هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر والانزلاقات السلوكية والأخلاقية في حال لم يتدخل الآباء في الوقت المناسب لوضع حدٍّ لهذه التجاوزات، سواءٌ رَضِيَ هؤلاء الناشئةُ أو الصبيةُ أو من بلغ مرحلة المراهقة، وكيفية تخطيها بأقل العقبات والأضرار النفسية والاجتماعية.

لذا علينا كآباء وأمهات أن نضع نُصب أعيننا متابعة مجريات المستجدات والأحداث خطوة بخطوة حمايةً لأبنائنا وبناتنا ووضعَهم جميعاً تحت المجهر؛ لنتجنب التصدعات والانعكاسات التي تؤدي - لا سمح الله - إلى انفلات الأمور وخروجها عن نطاق السيطرة، فتفلت الأمور من عقالها ونندم يوم لا ينفع الندم.

وكما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج... والله الموفق.