استشاري: حساسية الضوء تسبب الصرع لدى 5% من المرضى.. والمراهقون الأكثر تأثراً

أوضح الدكتور زياد الشامي، استشاري الأعصاب والصداع والألم، أن الصرع الناتج عن حساسية الضوء يمثل أحد الأنواع المعروفة للصرع، مؤكداً أنه يصيب نسبة قد تصل إلى خمسة بالمئة من إجمالي مرضى الصرع.
وأشار إلى أن آلية حدوث هذا النوع ترتبط بتنبيه الخلايا العصبية الموجودة في العين وشبكيتها بواسطة المؤثرات الضوئية، حيث تنتقل الإشارات الكهربائية الناتجة عن هذا التنبيه عبر الألياف العصبية لتصل إلى مناطق مختلفة من الدماغ، وبشكل خاص القشرة الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية.
وأضاف الدكتور الشامي أن هذا النوع من الصرع قد يكون ناجماً عن زيادة غير طبيعية في معدل النبضات الكهربائية داخل المخ، بحيث تتجاوز الحد المعتاد.
ولفت إلى أن هذه الحالة تصيب بشكل خاص فئة المراهقين، وتحديداً في المرحلة العمرية الممتدة من السابعة وحتى التاسعة عشرة.
وفسر ذلك بأن الألياف العصبية لدى هذه الفئة العمرية تكون لا تزال في مرحلة النمو والتطور، مما يجعلها أكثر قابلية للتأثر والاستجابة للتنبيهات الضوئية المختلفة، سواء كانت صادرة عن شاشات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، أو ناتجة عن الإضاءة السريعة الوامضة والتغيرات الحادة والمفاجئة بين الألوان، كما يحدث في بعض ألعاب الفيديو، مما قد يؤدي إلى تحفيز زائد للأعصاب ويتسبب في النهاية بحدوث نوبات صرعية.
وأشار الاستشاري إلى وجود بعض الأعراض التي قد تظهر كمؤشرات تسبق حدوث النوبة الفعلية، ومن ضمنها الشعور بغباش في الرؤية، أو الإحساس بالدوخة، أو فقدان التوازن.
وتابع بأن النوبات الصرعية الناتجة عن حساسية الضوء قد تتخذ أشكالاً متنوعة، تتراوح بين نوبات الغياب المؤقت عن الوعي، أو قد تصل إلى حد التشنجات الناجمة عن اضطراب النشاط الكهربائي في الدماغ.
ونوه أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي ”الشقيقة“ قد يظهرون قابلية أكبر للإصابة بنوبات ذات طبيعة كهربائية مشابهة لتلك التي تحدث في الصرع الضوئي.
وشدد الدكتور الشامي على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية للحد من خطر التعرض لهذه النوبات، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على مسافة كافية وآمنة بين العين والشاشات المختلفة لتقليل كمية الضوء الساطع التي تتعرض لها العينان.
ونبه بشكل خاص إلى أهمية تجنب الأطفال وضع الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية على مقربة شديدة من أعينهم، لا سيما في ظل وجود إضاءة محيطة ساطعة، أو عند الانغماس في مشاهدة محتويات تتميز بتغيرات لونية سريعة ومكثفة كالموجودة في ألعاب الفيديو.
وأضاف أن من ضمن الإجراءات الوقائية المفيدة أيضاً، الحرص على تقليل التعرض العام للأضواء الساطعة والوامضة، وتجنب الجلوس في أماكن قريبة جداً من الشاشات، مع إمكانية الاستعانة بشاشات مزودة بتقنيات لتقليل حدة الطيف الضوئي أو استخدام فلاتر حماية، بالإضافة إلى ضمان وجود إضاءة كافية ومناسبة في الغرفة المحيطة.
وأكد على أهمية التشخيص الدقيق للحالة وتحديد طبيعة الأعراض الكهربائية المصاحبة لها، مشيراً إلى أن بعض الحالات قد تستدعي وصف علاج دوائي، مثل عقار ”الديباكين“، بهدف السيطرة على النوبات الكهربائية ومنع تكرارها.