آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

كيف تتعامل مع القولون العصبي؟ الصحة تجيب

جهات الإخبارية

أوضحت وزارة الصحة أن متلازمة القولون العصبي تعتبر من الاضطرابات الصحية الشائعة والمزمنة التي تصيب الأمعاء الغليظة بشكل خاص، مؤكدة أنها تؤثر بشكل مباشر على نمط حركة الجهاز الهضمي.

وينتج عن هذا التأثير مجموعة من الأعراض المزعجة تشمل التقلصات المعوية، والشعور بالانتفاخ، بالإضافة إلى حدوث تغيرات في طبيعة الإخراج تتراوح بين الإسهال أو الإمساك، وذلك دون وجود سبب عضوي مرضي يمكن تحديده بوضوح، مما يجعلها تصنف ضمن اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية.

وأشارت الوزارة إلى أن السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لا يزال غير معروف بشكل قاطع حتى الآن.

ومع ذلك، يرجح الأطباء والمتخصصون أن مجموعة من العوامل المتداخلة قد تلعب دورًا في ظهور أعراضه، ومن أبرز هذه العوامل المحتملة وجود اضطراب في آلية التواصل العصبي بين الدماغ والجهاز الهضمي، أو حدوث خلل وظيفي في حركة الأمعاء الطبيعية.

وتشمل العوامل المشتبه بها فرط نمو أنواع معينة من البكتيريا داخل الأمعاء، والإصابة بعدوى معوية سابقة قد تترك أثرًا طويل الأمد، بالإضافة إلى احتمالية وجود حساسية تجاه أنواع معينة من الأطعمة، وعوامل وراثية، وأخرى نفسية كالقلق المزمن أو الاكتئاب.

وبينت الوزارة وجود عدة عوامل قد تزيد من احتمالية تطور الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لدى بعض الأفراد، موضحة أن الفئة العمرية التي تمتد من فترة المراهقة حتى سن الأربعين تعد الأكثر عرضة.

ويلعب التاريخ العائلي دورًا، حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا به.

وأضافت أن عامل الجنس له تأثير أيضًا، إذ تُظهر الإحصاءات أن نسبة الإصابة لدى النساء أعلى منها لدى الرجال. وتعتبر الضغوط النفسية المستمرة أو وجود اضطرابات معينة في الشخصية من عوامل الخطورة الهامة أيضًا.

وتتضمن الأعراض الشائعة للمتلازمة، وفقًا لوزارة الصحة، الشعور بتقلصات وآلام متفاوتة الشدة في منطقة البطن، وفقدان الشهية أحيانًا، والإحساس المستمر بالتخمة أو الامتلاء حتى بعد تناول كميات قليلة من الطعام.

ويعاني المصابون كذلك من الغازات الزائدة وتغيرات ملحوظة في حركة الأمعاء، والتي قد تظهر على شكل نوبات من الإسهال أو فترات من الإمساك، أو حتى تناوب بين الحالتين.

ومن العلامات أيضًا إمكانية ملاحظة وجود مخاط أبيض اللون في البراز.

ونصحت الوزارة بضرورة عدم إهمال الأعراض والتوجه لمراجعة الطبيب المختص، خاصة عند ظهور علامات مقلقة قد تشير إلى مشكلة صحية أخرى أكثر خطورة.

وتشمل هذه العلامات التحذيرية حدوث نزيف من الشرج، أو فقدان غير مبرر للوزن، أو الإحساس بوجود كتلة غير طبيعية في البطن عند الجس، أو المعاناة من ضيق في التنفس مصاحب لأعراض الجهاز الهضمي، أو ملاحظة شحوب واضح في لون الجلد.

وفيما يتعلق بالتشخيص، أوضحت الوزارة أنه غالبًا ما يتم بناءً على استبعاد الأسباب العضوية الأخرى المحتملة للأعراض. وتبدأ عملية التشخيص عادة بالفحص السريري وتقييم التاريخ المرضي للمصاب، وقد تتطلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل تحليل عينات من الدم والبراز.

وفي بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى طلب إجراء فحوصات تصويرية كالأشعة، أو إجراء تنظير للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى اختبارات متخصصة أخرى مثل اختبار تنفس الهيدروجين الذي يساعد في الكشف عن فرط نمو البكتيريا المعوية.

أما بالنسبة للعلاج، فأكدت الوزارة أنه لا يهدف عادة إلى الشفاء التام من المتلازمة، بل يركز بشكل أساسي على التخفيف من حدة الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب.

ويشمل النهج العلاجي غالبًا إدخال تعديلات جوهرية على نمط الحياة اليومي والنظام الغذائي المتبع. وقد يستدعي الأمر استخدام بعض الأدوية عند الحاجة للسيطرة على أعراض معينة، مثل مكملات الألياف الغذائية لتنظيم حركة الأمعاء، والأدوية المضادة للتقلصات لتخفيف الآلام، ومضادات الإسهال للتحكم في النوبات الشديدة، وفي بعض الحالات قد توصف مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة إذا كان العامل النفسي يلعب دورًا بارزًا في تفاقم الأعراض.

وشددت الوزارة على أهمية جانب الوقاية والإدارة الذاتية للمتلازمة، وذلك من خلال تعرف المصاب على العوامل والأطعمة التي تهيج القولون لديه ومحاولة تجنبها قدر الإمكان.

وأشارت إلى أن نوع الألياف المستهلكة قد يحدث فرقًا؛ فالألياف القابلة للذوبان، كتلك الموجودة بوفرة في الفواكه والشوفان، قد تساعد في التخفيف من الإمساك. بينما الألياف غير القابلة للذوبان، الموجودة في الحبوب الكاملة وبعض الخضراوات، قد تؤدي إلى زيادة الانتفاخ والغازات لدى بعض المصابين.

وقدمت الوزارة مجموعة من الإرشادات العملية للمصابين، داعيةً إلى تجنب الأطعمة المعروفة بتهييج القولون بشكل عام، ومنها المشروبات المحتوية على الكافيين، والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات، والمشروبات الغازية، والأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون، والعلك.

ونصحت بتقليل تناول الأطعمة التي تسبب الغازات بشكل طبيعي، مثل القرنبيط والملفوف والبقوليات.

ودعت أيضًا إلى أهمية الانتظام في مواعيد تناول الوجبات الغذائية، وشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتبني استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والضغوط النفسية، بالإضافة إلى ضرورة تجنب التدخين.

واختتمت وزارة الصحة بيانها بالتأكيد على أن التزام المصابين بمتلازمة القولون العصبي بهذه الإرشادات والتعديلات في نمط الحياة يمثل حجر الزاوية في إدارة حالتهم، ويسهم بشكل كبير ومباشر في تخفيف حدة وتكرار الأعراض المزعجة، مما ينعكس إيجابًا على تحسين جودة حياتهم اليومية بشكل ملحوظ.