آخر تحديث: 26 / 4 / 2025م - 2:10 م

مو شغلك..

علوي محمد الخضراوي

يتنصتون ويسعون لمعرفة أسرار وحياة الآخرين بمختلف تفاصيلها الدقيقة وأمورهم الحياتية.

بل أعظم من ذلك يضعون معايير ويفرضون أوامر، ويتكلمون بكلام كأنهم رسلٍ مخولة من الله عز وجل على العباد ويعطون مكانات ويوزعون صكوك الجنة.

هم هكذا بعض البشر الذين يعيشون فراغاً داخلياً ونقصاً جوهرياً في حياتهم يكملونه من خلال هذا اللبس الذي يصيبهم ويمس عقولهم، ولا يدركون أنه كالسرطان المميت القاتل الملوث...

لو تأملنا في هؤلاء البشر، وتعمقنا في معرفة شخصياتهم لوجدنا أنهم يعيشون في زاوية مغلقة مليئة بالأجواء السلبية التي سلبت راحتهم النفسية بسبب انشغالهم عن أنفسهم وانشغالهم بأمور غيرهم دون جدوى...

بل أكثر من ذلك حتى على مستوى أسرهم نقلوا العدوى بينهم وبين أبنائهم، وجعلوهم يتصفون بهذه الصفة السلبية، وفي نهاية الأمر دون جدوى أو منفعة مردودة سوى التعب النفسي والجهد العقلي والمحيط السلبي...

فالتدخل في ما لا يعنيك ستلقي ما لا يرضيك.

كما قال عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة: آية 101].

نقل عن أمير المؤمنين علي في وسائل الشيعة الجزء 13 صفحة 197.

أنه قال ”يا هذا إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك، فتكلم بما يعنيك“.

وللأسف الشديد لو كشف لنا الغطاء لأدركنا المزيد عنهم، واتضحت لنا الرؤية أكثر فأكثر وعرفناهم جيداً، ولكن من ألطاف الله عز وجل على عباده هو الستر.

لربما يوم من الأيام الشخص الذي تكلمنا عنه، وبحثنا عن أموره وسلبياته ووووو، يتغير من حال لحال.

ومن خلال هذا الطرح البسيط أقول لكل شخص شغله الشاغل معرفة أمور الناس والتجسس عليهم وإفشاء أسرارهم وعيوبهم بين المجتمع ”مو شغلك“...

نسأل الله أن يهدينا ويسدد خطانا...