آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

عالم أبحاث: المشي اليومي يحفز هرمونات السعادة ويقي من الأمراض المزمنة

جهات الإخبارية

أكد أستاذ وعالم الأبحاث الطبية المتخصص في السرطان، الدكتور فهد الخضيري، على الدور المحوري للمشي اليومي في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، موضحاً أنه يُعد من أهم العوامل المحفزة لإنتاج هرمونات السعادة الحيوية مثل السيروتونين والدوبامين والإندروفين.

وأشار الخضيري إلى أن الأفراد الذين يلتزمون بممارسة رياضة المشي بانتظام يتمتعون بمستويات مضاعفة من هذه الموصلات العصبية الهامة مقارنةً بالأشخاص الذين لا يمارسون أي نشاط بدني يُذكر.

وشدد الدكتور الخضيري على أن تحريك الجسم لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة يومياً، سواء كان ذلك داخل حدود المنزل أو في الهواء الطلق، يسهم بفاعلية في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز مختلف الوظائف الحيوية بالجسم.

وأضاف أن هذا النشاط البدني المنتظم يؤدي بدوره إلى تقليل تراكم الترسبات الدهنية والصلبة داخل الشرايين، مما يشكل خط دفاع وقائي هام ضد الإصابة بالأمراض المزمنة التي تهدد صحة الإنسان.

وفيما يتعلق بالتوقيت الأمثل للمشي، أوضح الخضيري أنه لا يوجد وقت محدد يمكن اعتباره الأفضل على الإطلاق، لكنه استحسن أن يكون الشخص في حالة من الراحة وغير مرهق عند ممارسة هذه الرياضة لتحقيق أقصى استفادة.

ومع ذلك، لفت إلى أن المشي بعد أداء صلاة الفجر مباشرة يعتبر توقيتاً مثالياً، نظراً لما يتميز به هذا الوقت عادةً من صفاء في الأجواء وارتفاع في مستوى الأكسجين النقي.

وأضاف عالم الأبحاث أن ممارسة المشي خلال فترة المساء أو في أي أوقات أخرى لا تتسم بالحرارة الشديدة تُعد أيضاً خيارات جيدة ومناسبة.

وفي المقابل، حذر من ممارسة المشي تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة دون الحرص على تعويض السوائل التي يفقدها الجسم عن طريق شرب كميات كافية من الماء، لتجنب مخاطر الجفاف والإجهاد الحراري.

وتطرق الخضيري إلى فعالية المشي باستخدام الأجهزة الكهربائية، مؤكداً أن المشي على جهاز السير الكهربائي يعادل تماماً المشي العادي في الهواء الطلق من حيث الفوائد الصحية التي يوفرها للجسم.

ولكنه اشترط لتحقيق هذه الفائدة أن تتم ممارسة التمرين بطريقة صحيحة، تشمل تحريك الذراعين بشكل متناسق مع حركة الأقدام، بالإضافة إلى تنظيم عملية التنفس ”الشهيق والزفير“ بانتظام.

ونبه الدكتور الخضيري إلى أهمية تتبع ومراقبة عدد الخطوات اليومية، مبيناً أن الحد الأدنى الموصى به للحفاظ على صحة جيدة يجب ألا يقل عن ستة آلاف خطوة في اليوم الواحد.

ورداً على الاعتقادات الشائعة بأن المشي العادي بوتيرة غير سريعة قد لا يكون مفيداً، شدد على أن أي مجهود بدني يشعر خلاله الفرد بارتفاع ملحوظ في نبضات القلب وتحسن عام في مستوى النشاط يُعتبر كافياً لتنشيط الجسم وتحقيق الفائدة المرجوة، مؤكداً أنه لا يُشترط بالضرورة أن تكون الرياضة ذات طابع تنافسي أو أن تصل إلى درجة الإرهاق الشديد، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أو لديهم مشكلات صحية في المفاصل.

واختتم الدكتور الخضيري حديثه بتوجيه نصيحة موجزة وشاملة للجميع، قائلاً: ”من أجل حياة صحية وسعيدة، امشوا أكثر“.