آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

مستشار أسري: الخلافات الزوجية ”طبيعية“.. واللجوء للمختصين ”نضج“ لا فشل

جهات الإخبارية

أكد مستشار العلاقات الزوجية والأسرية، أحمد الحربي، أن نشوء الخلافات بين الزوجين يُعد جزءًا لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية للعلاقة، مشيرًا إلى أن اختلاف البيئات التربوية والثقافية التي يأتي منها كل طرف هو المسبب الرئيسي لهذه الديناميكية.

وأوضح الحربي أن مؤسسة الزواج تمثل في جوهرها عملية دمج واندماج بين منظومات قيم ومبادئ قد تكون متباينة، الأمر الذي يستلزم وجود وعي وتفهم مشترك بين الطرفين كشرط أساسي لتحقيق الانسجام والاستقرار داخل الأسرة.

وفي معرض تحليله لمسببات التوتر في الحياة الزوجية، أشار الحربي إلى أن بعض الخلافات تنشأ كنتيجة مباشرة للتكيف مع نمط الحياة الجديد ومتطلباته بعد الزواج، مثل إدارة شؤون المنزل اليومية ومسؤوليات تربية الأبناء، موضحاً أن هذه المهام قد تشكل عبئًا، خصوصًا على من لم يعتد تحمل مثل هذه المسؤوليات في حياته السابقة.

وأضاف أن هناك مصادر أخرى للمشكلات قد تتمثل في التدخلات الخارجية غير المدروسة أو تلقي نصائح تفتقر للنضج والحكمة من دائرة الأقارب المحيطة بالزوجين.

وشدد المستشار الأسري على أن الحاجة لطلب الاستشارة الأسرية المتخصصة تبرز بوضوح عندما تصل الخلافات إلى درجة من التعقيد أو يصبح تكرارها نمطًا يهدد استقرار الحياة الزوجية والأسرية برمتها.

وأكد الحربي أن اتخاذ قرار اللجوء إلى مستشار متخصص لا ينبغي اعتباره علامة ضعف أو فشل، بل هو دليل على النضج والمسؤولية والرغبة الجادة في التعامل مع التحديات بطريقة بناءة وفعالة.

وتطرق الحربي إلى تأثير التحولات الاجتماعية المعاصرة، لافتًا إلى أنها أفرزت أنواعًا جديدة من الخلافات التي ربما لم تكن شائعة بالقدر نفسه في الأجيال السابقة.

ومع ذلك، نوه بوجود اتجاه إيجابي موازٍ يتمثل في النمو الملحوظ للوعي الأسري لدى شريحة واسعة من المجتمع، مرجعًا هذا التطور الإيجابي إلى الانتشار الواسع للمحتوى التوعوي الهادف والمتاح بسهولة عبر المنصات الإعلامية المتنوعة ومواقع التواصل الاجتماعي.

واختتم الحربي حديثه بتوجيه نصيحة عملية ومباشرة للأزواج، وبصفة خاصة حديثي العهد بالزواج، مشددًا على أهمية إيلاء اهتمام خاص ومستمر لبناء وتنمية الوعي الأسري لديهم.

وحث على الاستفادة من المحتوى الموثوق والمعلومات القيمة، سواء كان ذلك من خلال التواصل المباشر مع المتخصصين في العلاقات الأسرية أو عبر متابعة البرامج التوعوية المتخصصة، مؤكدًا في الختام على أن ترسيخ ثقافة التواصل الإيجابي القائم على الحوار والاحترام المتبادل يبقى هو الأساس المتين الذي تقوم عليه حياة زوجية سليمة ومستقرة.