”الإرشاد الزراعي“: البول المدمم في الإبل مؤشر خطر يستدعي تشخيصًا بيطريًا فوريًا

نبهت الإدارة العامة للإرشاد الزراعي إلى أن ملاحظة البول المدمم لدى الإبل تعتبر علامة تحذيرية تشير إلى وجود مشكلات صحية متعددة قد تؤثر على الحيوان، مؤكدة أن هذا العرض يستوجب استشارة الطبيب البيطري دون تأخير لتحديد السبب الجذري بدقة.
وأوضحت الإدارة أن الأسباب المحتملة تتراوح بين التهابات المسالك البولية، ومشاكل في الكلى، أو قد تكون مرتبطة بالإصابة بطفيليات خارجية مثل القراد، مشددةً في الوقت نفسه على الدور الجوهري للتغذية المتوازنة في دعم صحة الإبل بشكل عام.
وفي سياق متصل، أفادت الإدارة بأن مسببات هذه الحالة قد تكون متنوعة وتشمل التهاب الكلى والمثانة، أو تكون الحصوات في الجهاز البولي، أو حتى وجود جروح ناتجة عن تعرض الحيوان لصدمات خارجية.
وأضافت أن الطفيليات الخارجية، وبشكل خاص القراد الماص للدماء، يمكن أن تكون مسؤولة بشكل مباشر عن ظهور هذه الأعراض في بعض الحالات، مما يستدعي فحص الحيوان جيدًا للكشف عن أي إصابات طفيلية خارجية.
ولفتت الإدارة الانتباه إلى عامل غذائي قد يغفل عنه البعض، موضحة أن تقديم البرسيم كعلف أساسي للإبل مع وجود نقص في عناصر غذائية حيوية مثل الكالسيوم والفوسفور، يمكن أن يؤدي إلى حالة من ضعف وهشاشة خلايا الدم الحمراء.
وبينت ان هذا الضعف يجعل الخلايا أكثر عرضة للانفجار ”تحلل الدم“، مما يتسبب في تسرب الهيموجلوبين إلى البول وتغير لونه إلى الأحمر أو الداكن، وهي الحالة المعروفة بالبول المدمم أو البيلة الهيموجلوبينية.
وضربت الإدارة مثالاً بإجراءات التشخيص المتبعة عند اكتشاف حالة بول مدمم في أحد مزارع الإبل مؤخرًا، حيث تم فحص الحيوان المصاب بدقة للتأكد من خلوه من الطفيليات الخارجية، وتقييم حالة الأغشية المخاطية ودرجة حرارة الجسم.
وشملت الإجراءات أيضًا فحص عينات من البراز والأعلاف المقدمة للحيوان للتأكد من سلامتها وخلوها من أي مشاكل غذائية قد تكون المسبب. بالإضافة إلى ذلك، تم سحب عينات دم وإرسالها إلى المختبر البيطري المختص لإجراء تحاليل شاملة تهدف إلى استبعاد الأمراض المعدية أو الطفيلية الأخرى وتأكيد التشخيص الدقيق للحالة.
وجددت الإدارة العامة للإرشاد الزراعي في ختام توضيحها التأكيد على أن البول المدمم هو عرض وليس مرضًا بحد ذاته، وأن التعامل الصحيح معه يبدأ بالتشخيص البيطري الدقيق لتحديد المسبب الأساسي ومن ثم علاجه.
وشددت على أهمية التزام المربين بتوفير أنظمة تغذية متوازنة وكافية لضمان صحة وحيوية الإبل ووقايتها من العديد من المشاكل الصحية المحتملة.