خبيرة: الزهايمر ليس مجرد فقدان للذاكرة.. والمشاعر تبقى حاضرة لدى المرضى

أكدت الدكتورة شادية باعلي، المتخصصة والحاصلة على تدريب معتمد من جامعة نيويورك في مجال التعامل مع مرض الزهايمر، أن هذا المرض لا يقتصر تأثيره على فقدان الذاكرة كما هو شائع، بل يمتد ليشمل تغيرات عميقة وجذرية في إدراك المريض ووعيه بما حوله.
وشددت على حقيقة هامة غالبًا ما يتم إغفالها، وهي أن المرضى المصابين بالزهايمر يظلون قادرين على الشعور بمشاعر أساسية كالحب والخوف، حتى مع تلاشي الذكريات والمعلومات من أذهانهم تدريجيًا.
وأوضحت الدكتورة باعلي أن الصورة النمطية السائدة في العديد من المجتمعات العربية، التي تختزل مريض الزهايمر في كونه مجرد شخص ”منسي“ قد فقد ذاكرته، تمثل تبسيطًا مخلًا ومعيقًا لفهم حقيقة التجربة المعقدة التي يعيشها المصاب.
وشبهت حالة المريض بفقدان كافة محتويات قرص صلب يحتوي على جميع تفاصيل حياة الإنسان، بما في ذلك ذكرياته ومشاعره ومعلوماته المتراكمة، دون وجود أي نسخة احتياطية يمكن من خلالها استرجاع ما فُقد، مؤكدة أن التأثير يتجاوز مجرد النسيان ليشمل جوهر الإدراك والوعي.
واستشهدت بتجربتها الشخصية مع والدتها المصابة بالمرض لدعم وجهة نظرها، مؤكدة أن المشاعر تظل حاضرة وقابلة للاستثارة رغم التدهور المعرفي والذاكراتي.
وقالت: ”عندما ألمس يد والدتي أو أمسح على رأسها، تدمع عيناها، وتلتفت إلي عندما أتكلم معها، ما يدل على أن المشاعر لا تضمر كما تضمر خلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة“.
وأضافت أن هذه الاستجابات العاطفية تؤكد على أهمية استمرار التواصل الحسي والعاطفي مع المرضى.
وفي سياق متصل، أشارت الدكتورة باعلي إلى الجهود التوعوية في المملكة، لافتة إلى أن الجمعية السعودية لمرضى الزهايمر كانت قد أطلقت قبل حوالي عامين، تزامنًا مع اليوم العالمي للزهايمر، حملة توعية موسعة تحت شعار ”مو مجرد نسيان“.
وأوضحت أن هذه الحملة هدفت بشكل رئيسي إلى تسليط الضوء على الطبيعة الحقيقية للمرض بما يتجاوز أعراض النسيان، ورفع مستوى الوعي العام بأهمية دور مقدمي الرعاية، وضرورة التعامل مع المريض برفق وتعاطف، مع فهم عمق التغيرات الإدراكية والسلوكية التي يمر بها المصاب.