ما دور الألياف الغذائية في صحتنا العامة؟
تلعب الألياف الغذائية، الموجودة في الأطعمة النباتية، دورًا أساسيًا في صحة الإنسان. وهي تنقسم إلى نوعين: قابل للذوبان وغير قابل للذوبان، وكلاهما يُقدم فوائد صحية كبيرة. وقد أظهرت الأبحاث أن زيادة تناول الألياف يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، والسمنة، وسرطان القولون، والالتهابات.
المكونات الغذائية مثل الدهون والكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف ضرورية للحفاظ على الصحة، ويختلف استهلاكها بناءً على عوامل مثل العمر والجنس والنشاط البدني والاحتياجات الصحية الفردية ومن بين هذه الألياف الغذائية، تلعب دورًا حاسمًا في دعم الوظائف الفسيولوجية المختلفة.
تُصنف الألياف في المقام الأول إلى فئتين: الألياف القابلة للذوبان «مثل البكتين والصمغ» والألياف غير القابلة للذوبان «مثل السليلوز واللجنين»، ولكل منهما تأثيرات فسيولوجية مميزة. في حين أن الألياف القابلة للذوبان معروفة بدورها في تنظيم مستويات السكر في الدم وتعزيز صحة الأمعاء، فإن الألياف غير القابلة للذوبان تساهم في صحة الجهاز الهضمي من خلال تعزيز انتظام الأمعاء وتقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
تشمل المصادر الرئيسية للألياف الغذائية الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، والتي توفر مجموعة متنوعة من أنواع الألياف ذات فوائد صحية متنوعة. على الرغم من دورها الراسخ في دعم صحة الجهاز الهضمي والوقاية من الإمساك، إلا أن قدرة الألياف الغذائية على الوقاية من الأمراض المزمنة أو علاجها، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، والسمنة، وسرطان القولون، قد حظيت باهتمام بحثي كبير.
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تشمل حالات مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم، من بين الأسباب الرئيسية للمرض والوفيات في جميع أنحاء العالم.
تشير الأدلة الناشئة إلى أن الألياف الغذائية، وخاصةً الألياف القابلة للذوبان، قد تساعد في خفض مستويات الكوليسترول، وتحسين مستويات الدهون، وتعزيز وظيفة بطانة الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يُعد داء السكري من النوع الثاني، الذي يتميز بمقاومة الأنسولين وفرط سكر الدم المزمن، حالة أخرى تتأثر بتناول الألياف الغذائيّة.
أظهرت الدراسات أن الألياف، وخاصة تلك التي تخضع للتخمير في الأمعاء، تساعد على تحسين حساسية الأنسولين، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
ترتبط السمنة، وهي وباء عالمي يصيب حوالي 30% من السكان، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.
تشير الأبحاث إلى أن تناول الألياف يمكن أن يساعد في التحكم في الوزن من خلال تعزيز الشعور بالشبع، وتحسين تكوين ميكروبات الأمعاء، وتعديل عملية التمثيل الغذائي للدهون.
بالإضافة إلى الأمراض الأيضية، فقد ثبت أن الألياف الغذائية مفيدة أيضًا في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي، وهو من أخطر أنواع السرطان عالميًا. وقد أظهرت أنواع معينة من الألياف الغذائية، مثل البكتين والنشا المقاوم، فعالية واعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال تعزيز البكتيريا المعوية المفيدة وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة «SCFAs» التي تساعد في الحفاظ على بيئة قولون صحية. وقد تعزز هذه الألياف أيضًا إزالة السموم من المواد المسرطنة وتمنع نمو الخلايا السرطانية.