آخر تحديث: 26 / 4 / 2025م - 8:07 م

«وهم سبق الرؤية»: ظاهرة تصيب 70% من البشر.. تعرّف على أسبابها النفسية

جهات الإخبارية

قدمت الأخصائية النفسية، عبير علي، شرحاً مفصلاً لظاهرة ”ديجا فو“، المعروفة أيضاً بمصطلح وهم ”سبق الرؤية“، والتي يختبرها الكثير من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم.

وأوضحت الأخصائية علي أن ”ديجا فو“ هو ذلك الشعور الغامض والمفاجئ الذي ينتاب الإنسان حين يشعر بأنه قد عاش موقفاً راهناً بكل تفاصيله في وقت سابق، أو أنه زار مكاناً معيناً من قبل، أو استمع إلى حديث يعتقد أنه سمعه سابقاً، وذلك على الرغم من تيقنه التام في قرارة نفسه بأن هذا الموقف أو المكان أو الحديث هو جديد عليه ولم يمر به فعلياً في الماضي.

وبيّنت أن هذا الإحساس، رغم غرابته، قد يثير لدى بعض الأشخاص نوعاً من التوتر أو القلق، خصوصاً عندما يتكرر هذا الشعور مع مواقف أو أشخاص لم يتعرض لهم الفرد من قبل على الإطلاق، مما قد يدفعه للتساؤل عن سبب هذه الظاهرة.

وفي معرض تفسيرها العلمي لـ ”ديجا فو“، أشارت الأخصائية عبير علي إلى أن الفرضيات العلمية الأكثر ترجيحاً تشير إلى حدوث خلل وظيفي لحظي، قد لا يتجاوز جزءاً من الثانية، بين منطقتين حيويتين في الدماغ هما منطقة الذاكرة ومنطقة الفهم أو المعالجة.

ووفقاً لهذه الفرضية، تصل المعلومات الحسية الواردة من الموقف الحالي إلى منطقة الذاكرة قبل أن يتم تحليلها ومعالجتها بشكل كامل من قبل مناطق الفهم في المخ، وهذا الخلل اللحظي في التزامن هو ما يولد الشعور الخادع بأن المعلومة أو الموقف قد تم اختباره وتخزينه في الذاكرة سابقاً.

وأضافت الأخصائية أن ظاهرة ”ديجا فو“ تُعد ظاهرة نفسية طبيعية وشائعة جداً، وتشير الدراسات إلى أنها تحدث لما يقارب 70% من البشر الأصحاء.

ومع ذلك، لفتت إلى أن تكرار حدوثها قد يزداد لدى الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر أو القلق أو الخوف الشديد.

وأوضحت وجود فرضية علمية أخرى تفسر الظاهرة بأنها قد تنجم عن تحفيز غير مباشر للذاكرة طويلة المدى في الدماغ. فالدماغ يخزن كميات هائلة من المعلومات والتجارب التي قد لا يتذكرها الإنسان بوعي كامل. وعندما يتعرض لموقف أو مثير حسي مشابه لعنصر مخزن في الذاكرة العميقة، قد يتم استرجاع هذه المعلومة بشكل غير واعٍ، مما يوهم الشخص بأنه قد مر بتجربة مشابهة سابقاً.

واختتمت الأخصائية النفسية عبير علي حديثها بتبسيط آلية عمل الذاكرة، مشبهة الدماغ بأنه يحتوي على ما يشبه ”صناديق“ أو ملفات يتم فيها تخزين المعلومات والتجارب. وفي بعض المواقف، قد يقوم الإنسان بسحب معلومات من هذه ”الصناديق“ بشكل لا إرادي أو غير مكتمل، مما يعزز الشعور بوهم سبق الرؤية أو التجربة.