خطر الإدمان يلاحق الشباب.. خبير يحذر من سهولة الحصول على المنومات وتداعياتها الصحية

حذر الدكتور محمد حسن الطراونة، المختص في أمراض واضطرابات النوم، من تزايد مقلق في استهلاك الأدوية المنومة بين فئة الشباب.
وارجع ذلك إلى مجموعة من العوامل المتشابكة أبرزها انتشار الأرق الناجم عن الضغوط النفسية المتزايدة والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأضاف أن سهولة الحصول على هذه الأدوية دون الحاجة لوصفة طبية في بعض الدول العربية يفاقم من هذه المشكلة الصحية والاجتماعية.
وأوضح الطراونة أن الأرق يُعد من أكثر اضطرابات النوم شيوعًا على مستوى العالم، حيث يُقدر أنه يصيب حوالي خُمس سكان الكوكب في فترة ما من حياتهم.
وشدد على أنه على الرغم من ارتباط الأرق تقليديًا بمراحل التقدم في العمر، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت انتشارًا لافتًا له بين الشباب، الأمر الذي عزاه إلى عوامل متعددة تشمل التأثير المتنامي لمواقع التواصل الاجتماعي، وتداعيات الحروب والنزاعات، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة التي يواجهها هذا الجيل.
وأشار المختص إلى أن غياب القوانين الرادعة والضوابط الصارمة التي تنظم عملية صرف الأدوية المساعدة على النوم وتمنع تداولها دون إشراف طبي مباشر، قد ساهم بشكل كبير في سهولة الوصول إليها وتفاقم الظاهرة.
ودعا في هذا السياق إلى ضرورة التحرك على مستوى الدول لوضع تشريعات وضوابط قانونية فعالة تحد من التداول غير المنظم لهذه المستحضرات الطبية، حمايةً لصحة الشباب والمجتمع.
وبيّن الطراونة أن اللجوء العشوائي للمنومات دون استشارة طبية يحمل في طياته مخاطر جمة، قد تصل إلى حد الإدمان والاعتماد النفسي والجسدي عليها.
وحذر من أن هذا الاعتماد ينعكس بشكل سلبي ومباشر على الصحة العامة للفرد، وقد يظهر جليًا في صورة أعراض انسحابية حادة عند محاولة التوقف عن استخدامها، مثل العصبية المفرطة، وتشتت الانتباه وضعف التركيز، واضطرابات في ضغط الدم، وتسارع غير طبيعي في نبضات القلب.
وشدد الدكتور الطراونة على الأهمية القصوى لرفع مستوى الوعي بمخاطر اعتبار المنومات حلاً دائمًا أو سهلاً لمشكلة الأرق، مؤكدًا على ضرورة استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد الأسباب الكامنة وراء صعوبات النوم.
ونصح بالبحث الجاد عن بدائل طبيعية وسلوكية لتحسين جودة النوم، كتجنب المشروبات والأطعمة المنبهة في فترات المساء، وتهيئة بيئة نوم صحية ومريحة تكون معزولة عن الأجهزة الإلكترونية ومصادر الإزعاج، مع التأكيد على تخصيص السرير للنوم فقط لتقوية الارتباط الذهني بين المكان والراحة.
وأوصى الطراونة بضرورة الانتباه لبعض العادات الغذائية وتجنب الأطعمة الثقيلة أو المسببة للاضطراب قبل موعد النوم، وتبني نمط حياة صحي ومتوازن بشكل عام.
وأكد على الدور المحوري للأسرة والمجتمع في نشر التوعية بين الأفراد، وبشكل خاص فئة الشباب، حول أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم السليم وانعكاساته الإيجابية الحاسمة على الصحة النفسية، وتقوية جهاز المناعة، وتعزيز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض المختلفة.