مناسباتنا وملاحظات توعوية..
التقيت بأحد الإخوان الأعزاء في إحدى المناسبات الاحتفالية وهي «خطوبة» لأحد الشباب، فهمس ذلك الشخص المذكور في أذني قائلا... إلى متى هذه الظواهر الاجتماعية السلبية معشعشة في مجتمعنا، حيث ترى الاكتظاظ والصفوف الطويلة تأخذ دورها في السلام ومباركة العريس وأفراد عائلته لتأخذ وقتا ليس بالقليل حتى يأتي دورك من بين المهنئين بعد فترة من الانتظار ليست بالقليلة، ومما يؤسف له أن هناك الكثير من السلبيات التي تنتج من وراء ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إنه خلال المباركة والمصافحة هناك بعض المشاركين من يقبل العريس، ويأخذ صورة تذكارية، وهو يخاطبه ويتبادل الحديث معه متناسيا أن وراءه سيلاً من المهنئين، وكل ينتظر دوره، بينما فيهم من لا يقوى على الانتظار ومنهم من يعاني من أمراض شتى لا تؤهله صحته وكبر سنه كثيرا على الوقوف، وهذا يشكل عبئا على الجانبين من أهل العريس والمهنئين.
كما في هذا الجانب أشير إلى كلفة النفقات المالية المترتبة، في حين أن هذه الكلفة المالية ستتكرر مرة أخرى خلال حفل الزواج في المستقبل القريب.
ما ذكر آنفا يشابه إلى حد بعيد ما يحدث في الفواتح من عادات وتقاليد، حيث يكون الازدحام ويتكرر السيناريو نفسه كما في الأعراس، إضافة إلى كثرة المشاركين في العزاء ومن لهم صلة، ولو بعيدة بالمتوفى من يستقبلون التعازي في فقيدهم، بينما أرى أن يقتصر الأمر على المقربين جدا من أهل الفقيد، والباقي منهم يشارك بجلوسه في مجلس العزاء مواساة لأهل الفقيد.
فلماذا لا نضع حلولا لمثل هذه الأمور، وذلك بأن يقوم المشاركون بالاحتفال خطوبة أو زواجا أو عزاء برفع اليد والإشارة بالسلام على الحضور والمشاركة من غير أن يكون هناك مصافحة لتفادي التزاحم واختصار الوقت، كما أود أن أشير إلى أن ما ذكر أعلاه نقطة مهمة وفكرة مطروحة قابلة للنقاش والمراوحة وكل يدلو بدلوه، وإنما من باب التنبيه والإخبار ليس إلا، مع احترام وجهات النظر الأخرى، وفي الأخير لنا في رسول الله محمد ﷺ أسوة حسنة عندما قال: «يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا».
والله الموفق.