آخر تحديث: 26 / 4 / 2025م - 2:28 م

أخصائي نفسي يحذر من الكذب على الأطفال.. يدمر الثقة ويصعب التواصل المستقبلي

جهات الإخبارية

أكد الأخصائي النفسي، الأستاذ عبدالعزيز الفريج، أن لجوء بعض الآباء والأمهات إلى الكذب على أطفالهم، حتى لو كان بحسن نية أو فيما يُعرف بـ ”الكذبة البيضاء“، يُعد من الأخطاء التربوية الشائعة التي تحمل في طياتها تأثيرات نفسية سلبية عميقة قد لا يدركونها في حينها.

وشدد الفريج على أن هذا السلوك، مهما بدا بسيطاً، يؤدي بشكل مباشر وتدريجي إلى تآكل عنصر الثقة الأساسي في العلاقة بين الطفل ووالديه.

وأوضح الفريج أن الأطفال يتعلمون ويكتسبون سلوكياتهم بشكل كبير من خلال ”النمذجة“، أي عبر ملاحظة وتقليد سلوك الأشخاص المحيطين بهم، وفي مقدمتهم الوالدين.

وأضاف أنه عندما يكتشف الطفل، عاجلاً أم آجلاً، أن والده أو والدته لم يكونا صادقين معه في موقف ما، فإن نظرته لهما تبدأ بالتغير وتبدأ ثقته المطلقة بهما بالتراجع والاهتزاز.

ولفت الأخصائي النفسي إلى أن باب استعادة هذه الثقة التي قد تكون اهتزت لا يزال ممكناً، ولكنه يتطلب جهداً ووعياً وممارسة مستمرة للصدق والوضوح في التعامل مع الطفل.

وأوصى بضرورة تقديم إجابات صادقة ومناسبة لعمر الطفل ومستوى فهمه، مع التأكيد على أهمية الاعتراف بعدم معرفة إجابة سؤال ما، بدلاً من اللجوء إلى تقديم معلومات مغلوطة أو قصص وهمية.

وأشار إلى أن الصراحة المبكرة تؤسس لعلاقة قوية مبنية على الحوار المفتوح والتفاهم المتبادل، مما يسهل عملية التواصل بشكل كبير في مراحل لاحقة وحرجة مثل مرحلة المراهقة.

ونبه إلى أن شكوى بعض الآباء من قلة حديث أبنائهم المراهقين معهم أو انعزالهم غالبًا ما تكون جذورها ممتدة إلى غياب التواصل الحقيقي المبني على الثقة والصدق منذ سنوات الطفولة.

وقدم الفريج مجموعة من النصائح العملية للتعامل الأمثل مع الأسئلة التي قد تبدو فضولية أو محرجة يطرحها الأطفال بطبيعتهم الاستكشافية، داعيًا الآباء والأمهات إلى تجنب إبداء أي شكل من أشكال الاستنكار أو التوبيخ أو السخرية تجاه السؤال.

وشدد على أهمية تقبل هذه الأسئلة بصدر رحب كما هي، ومحاولة الإجابة عليها بهدوء وصراحة وبما يناسب عمر الطفل، أو اقتراح فتح باب حوار مشترك وبحث عن الإجابة معًا، مؤكدًا أن هذا الأسلوب لا يعزز فقط ثقة الطفل بنفسه وبوالديه، بل يشجعه أيضًا على حب الاستكشاف والتعلم وعدم الخوف من طرح الأسئلة.

واختتم الأخصائي النفسي حديثه بالتأكيد على أن بناء جسور الثقة المتينة مع الأطفال ليس مهمة تتحقق بكلمة واحدة أو موقف عابر، بل هو مسار تراكمي طويل ومستمر يبدأ منذ سنواتهم الأولى ويتطلب صبرًا وجهدًا متواصلاً من التواصل الإيجابي الفعال، والتقبل غير المشروط لشخصية الطفل، والاحترام المتبادل لأفكاره ومشاعره.