طبيب نفسي: قلق الانفصال ومشاكل النوم أبرز أعراض اضطراب القلق لدى الأطفال
كشف الطبيب النفسي، الدكتور فيصل الحويطي، عن عدد من الأعراض البارزة التي قد تشير إلى معاناة الأطفال من اضطراب القلق، مشيراً إلى إمكانية ظهور هذه المشكلة في مراحل عمرية مبكرة.
وأوضح أن حالات مثل ”قلق الانفصال“، الذي يتأثر به الطفل عند شعوره بانعدام الأمان بسبب مشكلات أسرية أو ابتعاده عن والديه، تعد من بين المظاهر الشائعة لهذا الاضطراب.
وأفاد الدكتور الحويطي بأن الأطفال الذين يعانون من القلق قد يظهرون صعوبات في النوم، مثل الأرق أو حتى سلس البول الليلي، كما قد يلجؤون أحياناً إلى عادات ذات طابع قهري، ومنها عض الأصابع كمحاولة للتعامل مع التوتر الداخلي.
وأضاف أن نشوء القلق لدى بعض الأطفال قد يرتبط بوعيهم المبكر ببعض الأمراض أو المواقف الحياتية الصعبة التي يتعرضون لها أو يشاهدونها في محيطهم.
وشدد الطبيب النفسي على الدور الجوهري الذي يلعبه الوالدان في تهدئة أطفالهم وتخفيف حدة مشاعر القلق التي تنتابهم، لافتاً إلى ضرورة أن يكون الأبوان على درجة عالية من الوعي بحالتهما النفسية الشخصية، نظراً لتأثيرها المباشر على الحالة النفسية لأبنائهم.
وأشار إلى أن التعامل الفعال مع قلق الطفل يستلزم فهماً دقيقاً لمستوى وعيه وإدراكه، مبيناً أن الأساليب العلاجية والتربوية تختلف باختلاف الفئة العمرية للطفل وقدراته الاستيعابية.
ونبه الدكتور الحويطي إلى أن جذور العديد من المشكلات النفسية غالباً ما تمتد إلى البيئة التي ينشأ فيها الطفل منذ سنواته الأولى، مؤكداً بشكل خاص على الأثر العميق الذي تتركه صحة الأم النفسية خلال فترة ما قبل الولادة على الصحة النفسية للطفل في مراحل حياته اللاحقة.
وأكد الدكتور الحويطي على أنه في حال وجد الوالدان صعوبة بالغة في التعامل مع هذه القضايا بمفردهما، فإن الاستعانة بالمختصين النفسيين تصبح ضرورة ملحة.
وأوضح أن اللجوء للمختص يضمن الحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، والذي قد يتخذ شكل العلاج السلوكي الموجه للطفل، أو العلاج الأسري الذي يشمل أفراد الأسرة بهدف تحسين الديناميكيات والتفاعلات داخلها.
