تأثير نمو الطفل الوحيد في عائلته في دماغه وسلوكه حين يبلغ مرحلة الرشد
Study explores the impact of growing up without siblings on the brain and behavior of adults
April 21,2025
تشير الإحصاءات إلى أن حجم الأسرة في الكثير من الدول بدأ يتقلص وأن عددًا متزايدًا من الأزواج «الزوج والزوجة» في جميع أنحاء العالم ينجبون فقط طفلًا واحدًا إما عن طيب خاطر وتخطيط منهم أو عن غير قصد. بالرغم من أن الكثير من دراسات علم النفس قد استكشفت الاختلافات بين الأشخاص الذين لديهم أشقاء «إخوة و/أو أخوات» وأولئك الذين ليس لديهم أشقاء، إلَّا أن تبعات عدم وجود أي إخوة أو أخوات على أدمغة هؤلاء الأشخاص وعلى سلوكهم لم تُفهم بعدُ بشكل تام.
لقد أسفرت الدراسات السابقة عن نتائج متفاوتة. وفي بعض الأحيان. متناقضة، والتي ألمحت أحيانًا إلى التبعات السلبية لكون الشخص هو الابن الوحيد «أو البنت الوحيدة» للعائلة وفي أوقات أخرى أبرزت بعض الدراسات تأثيرها الإيجابي. بالإضافة إلى ذلك، وُجد في الدراسات السابقة أن هذه الآثار السلبية أو الإيجابية غير متسقة، ولكن بعض هذه الدراسات أشارت إلى أن نتائج الطفل كونه وحيد العائلة كانت أفضل في المدرسة، وأنه اجتماعي «محابي للمجتمع» الطبع أكثر وأقل مشكلات، بينما وجدت دراسات أخرى العكس.
أجرى باحثون في المستشفى العام لجامعة تيانجين للطب وغيره من المعاهد في الصين مؤخرًا دراسة هدفت إلى معرفة كيف يؤثر كون الشخص وحيد عائلته في دماغه وسلوكه أثناء مرحلة الرشد «20 سنة وأكبر، بحسب التعريف». النتائج التي توصلوا إليها، والمنشورة في مجلة نتشر السلوك البشري Nature Human Behaviour, سلطت الضوء على أنماط محددة في تطور الدماغ ونشاطه، وكذلك على الميول السلوكية، الملاحظة عادة في الراشدين الذين نشأوا دون إخوة و/أو أخوات.
”مع ارتفاع عدد العائلات في أنحاء العالم التي اقتصرت على طفل واحد، فمن الأهمية بمكان أن نفهم آثار أن يكبر الطفل ويصل إلى مرحلة الرشد بدون إخوة أو أخوات «GWS» في دماغه وسلوكه وكذلك دور حالة بيئته في ذلك،“ حسبما ذكر جيغ تانغ Jie Tang وجينغ تشانغ Jing Zhang وزملاؤهما في الورقة المنشورة [1] .
”باستخدام - مجموعة الوراثيات التصويرية العصبية الصينية [2] [3] CHIMGEN [لمعرفة العوامل الوراثية والبيئية وتفاعلاتها المرتبطة بالأنماط الظاهرية]، قمنا بدراسة اقترانات ال GWS مع بنية الدماغ في مرحلة الرشد، ووظائف الدماغ [4] والاتصالية الوظيفية [5] ، والإدراك [6] ، وسمات الشخصية [7] ، والصحة العقلية «الصحة النفسية» [8] ، وكذلك المسار من GWS إلى بيئات «ومنها الوضع الاجتماعي الاقتصادي» النشأة المرتبطة بـ GWS إلى الدماغ وتطور السلوك، في 2,397 زوجًا من الأفراد «متكافئون من حيث التباين [9] ممن لديهم إخوة و/أو أخوات وممن ليس لديهم لا إخوة أو أخوات GWS.“
حلل الباحثون البيانات التي جمعت كجزء من دراسة CHIMGEN والتي نُفذت في 32 مركزًا للأبحاث في الصين. لقد رتبوا المشاركين الذين استوفوا معايير اختيار الدراسة في أزواج «مجموعات ثنائية»، والتي تضمنت طفلًا هو الطفل الوحيد في عائلته «ليس له إخوة أو أخوات» فقط وطفلًا له أخوة و/أو أخوات. وهذه المجموعات الثنائية لديها نفس التركيبة السكانية ونفس الخلفيات الاقتصادية والعرقية.
بمقارنة أدمغة وسلوكيات هذه المجموعات الثنائية من المشاركين، تمكن الباحثون من تحقيق أفكار جديدة حول كيف يؤثر عدم وجود أخوة و/ أو أخوات في الدماغ، وفي السلوكيات في مرحلة الرشد. ومن المثير للاهتمام، أنهم كشفوا عن أنماط متكررة بين الأطفال وحيدي أسرهم في صحة وجودة المادة البيضاء White matter integrity, وحجم الدماغ، ونشاط الدماغ العصبي، والذاكرة، والصحة العقلية، مع الكشف عن الأنماط الظاهرية السلوكية المميزة «أي، قدراتهم الإدراكية التلقائية وتلك السلوكيات المتعلقة بالسمات الشخصية».
وكتب تانغ وزانغ وزملاؤهما: ”لقد وجدنا اقترانات تربط GWS بسلامة وجودة الألياف اللغوية العالية [الألياف اللغوية هي مسارات المادة البيضاء المعنية لمعالجة اللغة والتواصل]، وسلامة وجودة الألياف الحركية المنخفضة، وحجم مخيخ أكبر، وحجم دماغ أصغر، ونشاط المنطقة الصدغية الجبهية متدني“.
”خلافًا للانطباع النمطي عن الاقترانات بين GWS والمشكلات السلوكية، وجدنا تلازمًا إيجابيًا لـ GWs مع الإدراك والصحة العقلية. بالرغم من الآثار المباشرة، فإن ال GWS يؤثر في معظم الدماغ والمخرجات السلوكية وذلك من خلال البيئات القابلة للتغير، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي السوسيو اقتصادي [10] ، ورعاية الأم ودعم الأسرة، مما يوحي بوجود أهداف تدخلات علاجية لتعزيز نمو الأطفال.“
تشير هذه الدراسة الحديثة إلى أنه بالرغم من أن حالة الطفل الوحيد في عائلته يمكن أن يكون لها تبعات مباشرة في دماغه وسلوكه، فإن معظم التبعات مرتبطة بالبيئة التي يكبرون فيها فقط والمنبهات البيئية التي قد يتعرضون لها أو لا يتعرضون لها. هذا يشير إلى أن التدخلات العلاجية المصممة بعناية تهدف إلى توسيع التجارب والفرص المتاحة للطفل الوحيد في أسرته، والتي يمكن أن تساعده في تحسين وظائف دماغه وصحته العقلية وسلوكه كراشد «في مرحلة الرشد».