الطالبة الحسن تبتكر بطاريات ذاتية الشحن بمواد بناء.. وتمثل المملكة في ”آيسف 2025“

تستعد الطالبة حنين محمد الحسن، من إدارة تعليم الأحساء، لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة ”آيسف 2025“، حاملةً مشروعاً بحثياً مبتكراً في مجال تخزين الطاقة قد يُسهم في إحداث نقلة نوعية عالمية.
ويهدف مشروع الحسن إلى تطوير بطاريات الزنك باستخدام مواد بناء غير تقليدية، تسعى من خلالها لجعل هذه البطاريات قادرة على الشحن الذاتي، مع زيادة كفاءتها التشغيلية وخفض تكلفتها الإنتاجية بشكل ملحوظ.
ويتمحور البحث الذي أجرته الحسن حول تصميم وتوظيف خصائص مواد بناء محددة لتعزيز أداء بطاريات الزنك، مما يفتح الباب أمام بدائل أكثر استدامة وكفاءة في قطاع الطاقة المتجددة، ويوفر حلاً صديقاً للبيئة.
وأوضحت الحسن أن مشروعها يتصدى لأحد التحديات الرئيسية في مجال الطاقة، وهو تخزينها بكفاءة عالية وبتكلفة معقولة، مشيرةً إلى أن عملها يركز على استخدام مواد البناء لتحسين الأداء وتقليل النفقات، وهو ما قد يدعم بشكل كبير تطوير تقنيات الطاقة النظيفة في المستقبل.
ولم تخلُ رحلة البحث العلمي من الصعوبات، حيث أفادت الحسن بأنها واجهت تحديات تمثلت في تأمين المواد اللازمة بالكميات أو التراكيب الدقيقة المطلوبة للتجارب.
وأشارت إلى أن بعض المحاولات الأولية لم تحقق النجاح المرجو بسبب هذه العقبات، مضيفة أن اختيار الطريقة المثلى لتنفيذ البحث تطلب وقتاً وجهداً كبيرين وتجريب أساليب متعددة للوصول إلى النتائج المأمولة.
وأعربت الطالبة عن تقديرها العميق للدعم الذي حظيت به طوال مراحل تطوير المشروع، خاصة من المشرفين الأكاديميين، وبالأخص من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذين وصفوا مسيرتها العلمية بالمُلهمة والمثابرة.
وعبّرت عن امتنانها لكل من ساندها، مؤكدةً أن تمثيل المملكة في محفل علمي دولي مرموق كآيسف يُعد شرفاً كبيراً، وتأمل أن يسهم مشروعها في تقديم حلول عملية ومستدامة لمستقبل قطاع الطاقة العالمي.
ويكتسب مشروع الحسن أهمية إضافية من بعده البيئي، إذ يُتوقع أن يساهم في تعزيز ممارسات إدارة النفايات من خلال إعادة توظيف مواد بناء قد تُعتبر مهدرة في صناعة بطاريات ذكية وعالية الكفاءة.
وينسجم هذا التوجه مع مفاهيم الاقتصاد الدائري المتنامية عالمياً، ويدعم تطوير التقنيات الخضراء التي تسعى لتقليل الأثر البيئي للصناعات المختلفة.
يُذكر أن معرض ”آيسف“ يُصنف كواحد من أكبر وأعرق المسابقات العلمية المخصصة لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية على مستوى العالم، حيث يستقطب سنوياً آلاف المشاركين الموهوبين من مختلف الدول لعرض مشاريعهم المبتكرة في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات.
وتحرص المملكة على المشاركة الفاعلة والمتميزة في هذا المحفل الدولي، محققةً مراكز متقدمة وجوائز مرموقة على مدى السنوات الماضية.