آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

كسرالخوف

أبرار المزعل *

لو كنت مقبلا على ممارسة نشاط جديد لأول مرة، رحلة بالقارب، أو القفز بالباراشوت، أو الحديث للجمهور أو حتى التحدث بمجلس مع الغرباء، قد تشعر بمشاعر الخوف بإحدى درجاته المتفاوتة، ما قد يمنعك من خطوتك القادمة، أو يصعب عليك الأمور، وقد تظن أنه خلل أو مجرد ضعف لديك وقد يصيبك بالخيبة.

لا تقلق كثيراً، سأشارك معك اليوم الزاوية الأخرى للموقف، حيث يشكل الخوف آلية دفاعية يتقنها الدماغ بهدف حمايتك من أي خطر أو تهديد لأمانك، حتى مع اختلاف المواقف وحجمها يلعب الدماغ لعبته بإتقان في حمايتنا بتحفيز أفكار ومشاعر الخوف التي نشعر بها في الجسم، وقد تعيقنا حقاً عن الخطوة القادمة أو قراراتنا واختياراتنا الجديدة.

حين نفهم آلية الدماغ والدافع وراء تلك المشاعر نفهم قصة الخوف ودورنا تهدئة الدماغ بأننا في أمان ولا خطر مميت أمامنا، أنت بأمان، تلك القصة في رأسك فقط.

لا ننكر مشاعرنا، بل نعترف بها، ونحترم وجودها وحقيقتها، ولكن دورنا أن نتعلم إدارتها بلطف حتى لا تحكم شكل حياتنا.

وهنا تكمن أهمية كسر الخوف للتقدم في الحياة، لو لم يكسر الإنسان الخوف لما أبحر في البحار، واكتشف الجزر وغير مكان معيشته، ولا تجرأ على الوثوق بمركبه من صنعه لتطير به في السماء، فينتقل ويستكشف ويختصر الوقت لغير من حياته، وأيضاً لولا الشجاعة وكسر الخوف لذلك الإنسان الذي توجه للفضاء لما اكتشف العالم أسرار الكواكب والنجوم والقمر وعظمة الكون الفسيح.

لو لم يُكسر الخوف لما تقدم المعلم ليخاطب الجمهور، وينقل العلوم والمعارف ويغير العقول، لولا كسر الخوف لما تقدمنا في حياتنا، ففي كثير من الأحيان تكمن الإنجازات العظيمة والنمو والتطور وراء الخوف وبعد منطقة الراحة.

لو آمنا بأهمية قيمة النمو والتطور للإنسان لأدركنا أهمية كسر الخوف للتقدم والإنجاز والاستمتاع بالحياة

خلف الخوف تكمن حياتك العظيمة، أسعى لحل مخاوفك بمختف الطرق لتزيد متعتك بالحياة وتقديرك لذاتك، أدعوك للبدء في مواجهة مخاوفك، الاعتراف بوجودها، العزم على حلها والسعي لذلك، بنفسك أو مع أحد المرشدين أو المختصين بتطوير الذات وعلم النفس، حياتك تستحق ذلك.

أخصائية علاج طبيعي
كاتبة و مدربة في تطوير الذات