آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 8:54 م

هل الإفراط في تناول البروتين يضر بالكلى؟ الحقيقة الكاملة

جهات الإخبارية

يُعد البروتين حجر الزاوية في صحة الإنسان، متجاوزاً كونه مجرد عنصر غذائي ليصبح الأساس في بناء العضلات، وتكوين الأنزيمات والهرمونات الحيوية، بالإضافة إلى دوره المحوري في دعم الجهاز المناعي وتنظيم العمليات الفسيولوجية الأساسية في الجسم.

ورغم هذه الأهمية البالغة، يجد الكثيرون أنفسهم في حيرة بشأن الكمية اليومية المثالية التي يحتاجها الجسم، خاصة مع تباين النصائح والمعلومات المتداولة.

وفي هذا الإطار، تشير توصيات منظمة الصحة العالمية إلى أن الكمية الغذائية المرجعية للبالغين الأصحاء تبلغ 0,8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً.

وتوضح المعلومات أن هذه النسبة، رغم كفايتها لتلبية احتياجات غالبية الأفراد، قد لا تكون مثالية للجميع، خصوصاً فئات مثل الرياضيين، الذين يُنصحون بتناول ما بين 1,4 إلى 2,0 غرام لكل كيلوغرام يومياً بهدف تحسين الأداء البدني وبناء العضلات.

ويحتاج كبار السن إلى كميات أعلى نسبياً للحفاظ على الكتلة العضلية والوقاية من الهشاشة المصاحبة للتقدم في العمر.

وفي السياق ذاته، تتطلب النساء الحوامل والمرضعات زيادة في استهلاكهن من البروتين لدعم نمو الجنين وتكوين الحليب للرضيع.

وتتنوع مصادر الحصول على البروتين ما بين المصادر الحيوانية، كاللحوم والبيض ومنتجات الألبان، والتي تُعتبر ”كاملة“ لاحتوائها على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها.

وهناك أيضاً المصادر النباتية كالبقوليات والمكسرات والحبوب، والتي قد تتطلب تنويعاً مدروساً ضمن النظام الغذائي لضمان الحصول على توازن كامل من هذه الأحماGاض.

وتُظهر الأبحاث الحديثة، التي صدرت حتى مايو 2025، أن زيادة استهلاك البروتين إلى ما يقارب ضعف الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية تُعد آمنة تماماً لدى الأشخاص الأصحاء.

ودحضت هذه الدراسات الاعتقادات السابقة حول تسبب زيادة البروتين بأضرار للكلى أو العظام لدى هذه الفئة. بل على العكس، أثبتت بعض الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تساهم بفعالية في تقليل نسبة الدهون في الجسم والحفاظ على الكتلة العضلية، لا سيما عند اقترانها بممارسة تمارين المقاومة.

ومن بين المفاهيم التي صححتها الدراسات الحديثة، الاعتقاد الشائع بضرورة تناول البروتين مباشرة بعد التمرين فيما يُعرف بـ ”نافذة الساعة الذهبية“.

وأكدت الأبحاث أن إجمالي كمية البروتين المستهلكة على مدار اليوم هو العامل الأهم لدعم بناء العضلات والتعافي، بصرف النظر عن توقيت تناوله قبل التمرين أو بعده بساعات.

وتعكس الحميات الغذائية المعاصرة، مثل حمية الكيتو والباليو والكارنيفور وحتى الأنظمة النباتية المصممة لتكون غنية بالبروتين، هذا التركيز، حيث تعتمد جميعها على البروتين كوسيلة فعالة لتعزيز الشعور بالشبع، والحفاظ على الكتلة العضلية، وتحسين تركيبة الجسم بشكل عام.

وفي المحصلة، يظل البروتين عنصراً غذائياً أساسياً لا غنى عنه في جميع مراحل الحياة. ومع تزايد الوعي بأهمية التغذية الشخصية، أصبح من الضروري النظر إلى استهلاك البروتين ليس فقط من زاوية الكمية، بل أيضاً من حيث الجودة، والتوقيت المناسب ضمن النمط الغذائي العام، وأسلوب الحياة المتبع، وذلك بهدف تحقيق صحة مثالية، وأداء بدني معزز، وجودة حياة أعلى.