آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 2:43 م

كيف كانت الجزيرة العربية قبل 6000 عام؟ المسند يشرح تأثير الدورات المناخية

جهات الإخبارية

كشف الدكتور عبدالله المسند، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ، عن تحول بيئي وجغرافي بالغ الأهمية شهده تاريخ شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى.

وأوضح أن صورة جغرافية حديثة أظهرت مقارنة مذهلة بين الوضع الحالي لهذه المناطق وما كانت عليه قبل نحو 6000 عام، حيث كانت تنعم بازدهار بيئي غير مسبوق.

وأشار الدكتور المسند إلى أن تلك الحقبة الغابرة شهدت تحول أرض العرب والصحراء الكبرى إلى ما يشبه أراضي السافانا الخضراء، التي كانت تزخر بالمياه العذبة والنباتات المتنوعة، فضلاً عن احتوائها على بحيرات وأنهار جارية.

وأضاف أن هذا الوضع البيئي المزدهر كان له دور أساسي في دعم وجود جماعات بشرية استوطنت المنطقة، ومارست أنشطة الزراعة والرعي، وهو ما تؤكده النقوش الصخرية المكتشفة في مواقع متعددة بالمملكة العربية السعودية، والتي قدمت توثيقاً حياً لأنماط الحياة السائدة في تلك الفترة التاريخية.

وعن أسباب هذا التحول الجذري، أوضح المسند أن الوضع البيئي الصحراوي الذي نشهده اليوم هو نتيجة طبيعية لما يعرف بـ ”الدورة المناخية العظمى“.

وبيّن أن هذه الدورة أدت إلى تغيرات ملموسة في أنماط الرياح الموسمية الجنوبية، التي كانت تعد المصدر الرئيسي للرطوبة والأمطار في المنطقة.

وأكد نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ أن هذه التغيرات في حركة الرياح أسهمت بشكل مباشر في تراجع تدريجي لكميات الأمطار الهاطلة على المنطقة، مما أدى بمرور الوقت إلى تحول البيئة من طبيعتها الخضراء اليانعة إلى الصورة القاحلة التي هي عليها الآن.

وتابع المسند موضحاً أن هذه التغيرات المناخية الحادة دفعت السكان الذين كانوا يقطنون تلك المناطق الخضراء إلى الهجرة بحثاً عن مصادر مياه دائمة وأراضٍ أكثر خصوبة، متوجهين نحو مناطق الأنهار والسهول، الأمر الذي مهّد بدوره لظهور ونشأة عدد من الحضارات الكبرى والهامة في المنطقة، مؤكداً على التأثير العميق الذي أحدثته التغيرات المناخية في رسم ملامح التاريخ البشري والبيئي.