”رمز الاعتدال وخدمة المجتمع“.. القديح تودع الشيخ المقيلي أحد أبرز وجوهها الدينية والاجتماعية

شيع أهالي القديح بمحافظة القطيف جثمان الشيخ صادق بن الملا حسن المقيلي، أحد أبرز الشخصيات الدينية والاجتماعية بالمنطقة، والذي وافته المنية اليوم الخميس، عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد معاناة مع مرض السرطان.
وشارك في التشييع حشود غفيرة من أهالي القطيف والقديح، حيث وارى الثرى في مقبرة القديح.
وعُرف عن الفقيد، المولود عام 1958 في كنف أسرة علمية، بمسيرته الحافلة بالعطاء في المجالين الديني والاجتماعي.
واستهل الشيخ صادق المقيلي رحلته العلمية في النجف الأشرف، حيث نهل من علوم علماء بارزين أمثال السيد سعيد الخباز والشيخ محمد كاظم الجشي، قبل أن يواصل دراساته الحوزوية المعمقة في حوزة قم المقدسة، متتلمذًا على يد الشيخ حسين العمران والشيخ عبد الرسول البيابي، مع تركيز خاص على علوم الفقه والأصول والتفسير.
وأفاد مقربون من الشيخ الراحل بأن له حضورًا دينيًا فاعلًا في مسقط رأسه القديح، حيث تولى مهام متعددة شملت إمامة الجماعة، والخطابة، وتقديم الإرشاد الديني في مختلف المواسم الإسلامية.
وأسار المقربون إلى أن خطبه اتسمت بالوسطية والعقلانية، الأمر الذي أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط المجتمعية.
وفي السياق الاجتماعي، ذكرت أن الشيخ المقيلي كان له إسهامات بارزة في دعم برامج جمعية مضر الخيرية، ويُشار بشكل خاص إلى دوره المحوري في تأسيس لجنة ”كافل اليتيم“ التابعة للجمعية، واستمراره في تقديم الدعم لمبادراتها الاجتماعية المتنوعة.
ويُذكر له موقفه الداعم في بدايات جائحة كورونا، حيث كان من أوائل المؤيدين لقرار تجميد صلاة الجماعة مؤقتًا، حرصًا منه على سلامة وصحة أفراد المجتمع.
وبرحيل الشيخ صادق المقيلي، تفقد المنطقة رمزًا من رموز التعايش والخدمة العامة، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من القيم الدينية والاجتماعية التي ستظل حاضرة في ذاكرة مجتمعه. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.