التكنولوجيا ودورها في تقدم الدول
الجميع منشغلٌ بالتكنولوجيا وتطوراتها المتسارعة، وبين الفينة والأخرى تتكشف للعالم قيمة التكنولوجيا، وتظهر كل يوم حقيقة ما أحدثته من تغيير في حياة الناس، وإلى أي مدى جعل التطور الرقمي والتقني الحياة سهلة وأكثر سلاسة.
حيث أصبحت التكنولوجيا موجودة في كل مجالات الحياة خيرها وشرها، فحتى المحتجين على استعمالها نتيجة النظرة السلبية لا يستغنون عنها، وذلك نظرًا لسرعة الوصول للمعلومة وزيادة المعرفة.
البعض قد يأخذ على التكنولوجيا التأثير على الصحة النفسية بصورة عامة، وعند الأطفال بصورة خاصة. ومع كل هذا، نرى أسواق العالم تعجّ بالتطور الرقمي، وتتسارع وتيرة السبق العلمي في كل يوم بتقنيات جديدة؛ إذ يتسابق العلماء، وتتمايز أفكارهم وأطروحاتهم لاستحداث تقنيات تسهم في حلحلة معضلات كثيرة ومعقدة.
وما أن ينشغل العالم باكتشاف جديد ذي تأثيرات خرافية، حتى يظهر للعالم نوع آخر من التكنولوجيا أكثر إبهارًا.
وعالمنا اليوم تسيطر فيه الدول التي تمتلك علماء في مجالات التكنولوجيا والإنتاج الرقمي والأنظمة الحديثة. كثير من الدول التي بدأت الاستثمار المبكر في التكنولوجيا، بدأت تتفتح لها نوافذ عدة، ومنها ومن خلالها انتبه العالم للحياة الرقمية، وأصبح العلماء مهووسين بالابتكارات العلمية المدهشة.
اليابان تُعتبر من أكثر الدول المتقدمة في التكنولوجيا عالميًا. وهناك عدد لافت من الشركات اليابانية الرائدة في مجال التكنولوجيا والصناعة، وأصبحت علامات تجارية مميزة في السوق العالمي والأبحاث الرقمية.
وأميركا تُعتبر من الدول الرائدة في قيادة العالم في مجال التكنولوجيا. وساهم تحول دول عدة بفضل هذه الأبحاث من الاقتصاد المنخفض الدخل إلى اقتصاد مرتفع الدخل، مثل كوريا الجنوبية التي أصبحت الدولة الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم.
وتأتي الصين اليوم متصدّرة للتطور التكنولوجي عالميًا وفي مختلف المجالات، العلمية والعسكرية والصناعية، ولعل القفزات النوعية في صناعة التكنولوجيا التي تجاوزت الصين من خلالها الكثير من دول العالم المتقدم دليلٌ على أهمية ودور التكنولوجيا في تقدم الدول وتطورها.
وتتصدّر بعض الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، موجة التطور الصناعي التقني في المنطقة العربية، حيث شهدت المملكة تطورًا كبيرًا في المجال التقني، حيث أنفقت في عام 2024 ما لا يقل عن 34,5 مليار دولار على تقنية المعلومات والاتصالات لتطبيقها والاستفادة منها في جميع المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم المملكة باستضافة العديد من المؤتمرات التي تهتم بالمجال التكنولوجي. وتبنت المملكة العربية السعودية رؤية 2030 المستقبلية، والتي تهدف إلى تحقيق تحول رقمي شامل في مختلف جوانب المجتمع من خلال دعمها للقطاع التكنولوجي إلى بناء مجتمع رقمي متقدم، يسهل على مواطنيه والمقيمين فيه العيش في بيئة أكثر مرونة، حيث يوفر التطور التقني في المجالات كافة، وخاصة مشاريع الحكومة الإلكترونية، كفاءة عالية وسهولة في التعاملات، تضمن للجميع حياة ذات إيقاع سريع وعملي.
وأعلنت الحكومة عن تخصيص 80 مليار دولار للاستثمار في التكنولوجيا، و 20 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، وتدريب ثلاثين ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي ضمن ميزانية 2025، بزيادة 50% عن الأرقام الحالية، مما يعكس حجم الرهان على هذا المجال كأحد أعمدة النمو الاقتصادي المستدام.