80 متطوع يزرعون 100 ألف شجرة وينظفون شواطئ القطيف

قاد أكثر من ثمانين متطوعاً ومتطوعة من أبناء وبنات محافظة القطيف، الخميس، مبادرتين بيئيتين نوعيتين تزامناً مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.
وأتت هذه الجهود التطوعية بالتعاون مع بلدية المحافظة، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وجمعية أصدقاء البيئة.
وشارك المتطوعون في اختتام مبادرة استزراع أشجار المانجروف في بحر دانة الرامس، حيث أثمرت جهودهم المشتركة عن استزراع مائة ألف شجرة مانجروف.
ويُعد هذا الإنجاز دعماً كبيراً للغطاء النباتي الساحلي ومساعي مكافحة التصحر، نظراً للدور البيئي الحيوي الذي تلعبه هذه الأشجار في حماية الشواطئ من التآكل وتعزيز التنوع الأحيائي البحري.
كما كان للمتطوعين دور محوري في تفعيل مبادرة ”معاً نحو شواطئ مستدامة“ التي أقيمت في شاطئ الرملة البيضاء.
وانخرط المشاركون بجد في تنظيف الشاطئ، مما أسفر عن رفع المخلفات على امتداد كيلومتر كامل منه. ولم تقتصر مساهمتهم على الجهد البدني، بل امتدت لتشمل رفع مستوى الوعي البيئي بين مرتادي الشواطئ وتحسين ممارسات الحفاظ على نظافتها وحماية النظم البيئية الساحلية الهشة.
وأعرب عدد من الشباب المتطوعين عن حماسه الشديد، مشيرين إلى أن رؤية هذا العدد الكبير من أبناء المجتمع، خاصة الشباب، وهم يعملون يداً بيد من أجل البيئة، تبعث على التفاؤل بمستقبل أكثر وعياً واهتماماً بالطبيعة.
وذكر عدد من المتطوعين أن تجربة زراعة أشجار المانجروف كانت فريدة، حيث شعر كل مشارك بأنه يغرس أملاً حقيقياً لمستقبل بيئي أفضل للمنطقة، مؤكدين أن كل شجرة صغيرة تمثل إضافة قيمة للنظام البيئي الساحلي.
وأكد المتطوعون أن رؤية الشاطئ وقد استعاد جزءاً من رونقه بفضل جهود المتطوعين، منحتها شعوراً كبيراً بالإنجاز والرضا، مشددة على أن العمل التطوعي يعزز الانتماء للمجتمع والمسؤولية تجاهه.
وأشاروا إلى أن هذه المبادرات تمثل فرصة ثمينة لتعلم الكثير عن التنوع البيولوجي المحلي وأهمية النظم البيئية مثل غابات المانجروف. لافتين إلى أن التفاعل المباشر مع البيئة من خلال الزراعة والتنظيف يرسخ المفاهيم البيئية بشكل أعمق من مجرد القراءة أو الاستماع، معرباً عن أمله في استمرار مثل هذه الأنشطة التي تدمج بين العمل الميداني والتوعية.