ولاء آل دهيم: من دراسة العلوم الطبية بكندا والعمل بمطعم إلى خبيرة فحص سفن

- درست العلوم الطبية ثم الهندسة وعملت بمطعم ومعلمة
- تعمل خبيراً بحرياً كأول امرأة في المملكة وفي الشرق الأوسط
تروي ولاء آل دهيم، ابنة مدينة صفوى، فصول قصة نجاح ملهمة، عنوانها الطموح الذي لا يعرف حدوداً، حيث شقت طريقها من مقاعد الدراسة في كندا وصولاً إلى منصب مرموق كخبير بحري في الهيئة الأمريكية للتصنيف والتشريع ”ABS“، إحدى أعرق الهيئات البحرية العالمية.
وتعد رحلتها الاستثنائية نموذجاً لقوة الإرادة والعلم في مواجهة التحديات وتحقيق الأحلام، حاملة رسالة إلهام للفتيات السعوديات.
بدأت آل دهيم مسيرتها العلمية في عام 2011، حيث ابتعثت إلى كندا بهدف دراسة العلوم الطبية، لكن شغفها قادها لاحقاً إلى تغيير مسارها الأكاديمي نحو الهندسة الكهربائية.
ولم تقتصر حياتها في كندا على الدراسة، بل عملت أيضاً بدوام جزئي كمعلمة لمادتي الرياضيات والفيزياء لطلاب المرحلة الثانوية، لتشارك معرفتها وتلهم طلابها.
وبعد تخرجها بمرتبة الشرف في عام 2017، واجهت ولاء تحديات مالية لم تثنِ عزيمتها، حيث اضطرت للعمل في مطعم متخصص في الشاورما إلى جانب عملها في التدريس لتغطية احتياجاتها.
وبإصرارها، تمكنت لاحقاً من الحصول على فرصة عمل قيمة في شركة FTG المتخصصة في تصنيع قطع الطائرات والغواصات، حيث عملت في قسم الفحوصات الكهربائية، كما اكتسبت خبرات إضافية في خدمة العملاء من خلال عملها كموظفة استقبال بأحد الصالونات النسائية.
وتوجت سنوات الخبرة والكفاح هذه بعودتها إلى أرض الوطن لتحقق حلماً طالما راودها بالانضمام إلى الهيئة الأمريكية للتصنيف والتشريع ”ABS“ كخبير بحري ”Marine Surveyor“.
وتتولى اليوم مسؤولية فحص السفن المحلية والدولية وتقييم الأضرار وفحص المعدات للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمعايير الدولية الصارمة، متغلبة بذلك على الصعوبات التقنية الناجمة عن اختلاف مجال عملها الحالي عن خلفيتها الأكاديمية في الهندسة الكهربائية.
وأكدت ولاء آل دهيم أن دافعها الأساسي كان دائماً أن تصل إلى منصب يكون مصدر إلهام للفتيات الصغيرات ويعزز ثقتهن بأنفسهن وبقدرتهن على تحقيق أحلامهن مهما بدت كبيرة أو صعبة.
وأوضحت أنها اختارت هذا المجال لتثبت أن الطموح لا سقف له، وأن الإصرار المقرون بالعلم والمعرفة قادران على كسر جميع الحواجز وتجاوز كل التوقعات.
وعلى الرغم من التحديات التقنية المستمرة التي تواجهها، شددت آل دهيم على أن شغفها الدائم بالتعلم والتطور، بالإضافة إلى أهمية العمل الجماعي والدعم المتبادل مع فريقها، هما سر نجاحها في التغلب على العقبات ومواصلة تحقيق النجاح في مسيرتها المهنية الفريدة.