الشيخ البن سعد: هكذا نغرس تعظيم الله في نفوس الأبناء
أكد الشيخ عبدالجليل البن سعد على الأهمية المحورية للتربية الروحية في ترسيخ تعظيم الله سبحانه وتعالى في القلوب، مستشهدا بالآية: ”مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا“ كمنطلق لتأكيد هذه القيمة الأساسية في حياة المسلم.
وذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام الحسين في بلدة الحليلة.
وأوضح الشيخ البن سعد أن عملية التربية على تعظيم الله عز وجل تنطلق أساسًا من الذات، مشددًا على أن الإنسان الذي لم ينجح في تربية نفسه على هذا المبدأ الجليل، لن يكون قادرًا على نقله وغرسه في نفوس أبنائه.
وأشار إلى أن العديد من الأفراد قد يضلون الطريق أو يخطئون في اختيار الوسائل المناسبة عند سعيهم لتحقيق هذا الهدف السامي، مؤكدًا أن التربية الحقيقية الفعالة لا تقتصر على استخدام أساليب الشدة أو فرض القواعد الفكرية فحسب، بل تستلزم اعتماد استراتيجيات روحية متخصصة وعميقة.
وبيّن أن المسار الروحي هو السبيل الأسرع والأكثر تأثيرًا في الوصول إلى المعاني السامية وتحقيق تعظيم الله في النفس.
وأضاف أن تطبيق استراتيجيات روحية عملية، مثل الصيام بنية الشكر مع ضرورة مراعاة الرفق والتدرج مع الأبناء، يمثل الوسيلة المثلى لبلوغ هذا المقصد.
ودعا إلى أهمية تعويد النشء على التسبيح والتحميد، مؤكدًا على ضرورة أن يُسمِع الإنسان نفسه حين يذكر الله، لما لذلك من وقع روحي مؤثر وعميق يسهم في استشعار عظمة الخالق.
ولفت الشيخ البن سعد عناية الآباء إلى أهمية فتح حوارات بناءة مع أبنائهم حول نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، وخصوصًا تلك النعم المتصلة بأهل البيت 
، مشيرًا إلى أن مصداقية الوالدين والتزامهم بما يدعون إليه يشكلان عاملًا حاسمًا في مدى تأثر الأبناء واستجابتهم.
وأضاف أن توجيه العقل نحو إدراك حدوده وقصوره، من خلال التحدث والتفكر في الأمور الغيبية كليلة القدر ويوم عرفة ودحو الأرض، يسهم بشكل كبير في الحد من نزعات الغرور وتعزيز الشعور بالتواضع والافتقار أمام عظمة الله وقدرته المطلقة.
وأكد على حقيقة جوهرية مفادها أن كل موقف يمر به الإنسان في مسيرة حياته، سواء كان ميسرًا أو محفوفًا بالتحديات، إنما يحمل في طياته حكمة إلهية بالغة تستحق التأمل والتدبر.
ودعا الحضور إلى ضرورة استشعار هذه الحقيقة الإيمانية لتعزيز درجة تعظيمهم لله تعالى، والسعي نحو تطوير تربيتهم الروحية بشكل عميق ومستدام، مما ينعكس إيجابًا على سلوكهم وعلاقتهم بخالقهم.
