آخر تحديث: 15 / 6 / 2025م - 3:31 ص

رأس معسل يعادل 100 سيجارة والإلكترونية تقود للعناية المركزة.. وتحذير من ”الترويج الدرامي“

جهات الإخبارية

في ظل تصاعد معدلات استهلاك التبغ بأشكاله المتنوعة، من المعسل التقليدي إلى السجائر الإلكترونية الحديثة، أطلق استشاريون سعوديون تحذيرات بالغة الشدة حول المخاطر الصحية الجسيمة المترتبة على هذه الممارسات، لا سيما بين فئات الشباب والمراهقين التي تشهد إقبالاً متزايداً عليها.

وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة إيناس باتوباره، استشارية الأمراض الصدرية، عن حقيقة صادمة تتمثل في أن جلسة تدخين واحدة للمعسل قد تعادل أضرار تدخين ما يصل إلى مئة سيجارة تقليدية.

وأوضحت باتوباره، مستندة إلى دراسات علمية محكمة، أن ”رأس المعسل الواحد يساوي مئة سيجارة تقريبًا، أي ما يعادل خمسة باكيتات“، مؤكدة أن هذا الكم الهائل من التبغ يضع مستخدمي المعسل أمام خطر داهم يهدد جهازهم التنفسي وصحتهم العامة.

وأضافت أن الأطباء يأخذون في الحسبان عدد مرات التدخين وكمية التبغ المستهلكة عند تشخيص الأمراض، خاصة تلك المرتبطة بسرطانات الرئة أو الأمراض المزمنة كانسداد الشعب الهوائية.

ولم تقتصر تحذيرات الدكتورة باتوباره على المعسل، بل امتدت لتشمل السجائر الإلكترونية، التي أكدت أن خطورتها تتفاقم بالرغم من حداثة انتشارها الواسع في المجتمع منذ حوالي عام 2014، مشيرة إلى أن المعلومات العلمية الشاملة حول تأثيراتها طويلة الأمد لا تزال محدودة.

وأشارت إلى تسجيل حالات لمرضى استدعت حالتهم الدخول إلى غرف العناية المركزة نتيجة التهابات رئوية حادة نجمت عن استخدام السجائر الإلكترونية.

وأكدت أن المشكلة لا تقتصر على النيكوتين فحسب، بل تمتد إلى المنكهات والمواد الكيميائية الأخرى المضافة، والتي لم يتم اختبار سلامة استنشاقها وتأثيرها على الرئة.

وحذرت من ”حالة الجهل الصحي“ لدى البعض الذين يعتقدون أن التحول من السجائر التقليدية إلى الإلكترونية أو المعسل هو خيار صحي، مؤكدة أن ”جميع هذه البدائل تحمل أضرارًا صحية جسيمة“.

من جانب آخر، تناول الدكتور منصور القحطاني، أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ بهيئة الصحة العامة، قضية الترويج غير المباشر للتدخين عبر الأعمال الفنية.

وحذر القحطاني بشدة من أن ظهور ممثلين وهم يدخنون في مشاهد درامية يُعد مخالفة صريحة للمادة العاشرة من نظام مكافحة التدخين في المملكة، التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ بأي شكل، بما في ذلك المشاهد التي تظهر التدخين بطريقة ”مغرية“ أو ضمن لقطات محسوبة ومخرجة بعناية.

وأعرب عن قلقه البالغ من ”ظهور الممثلين السعوديين في مشاهد مدروسة وهم يدخنون في ذروة الأحداث الدرامية“، خاصة وأن هذه المشاهد تُعرض أمام الأطفال والمراهقين الذين قد يتأثرون بها بشكل سلبي.

ورغم وجود نظام واضح، أقر الدكتور القحطاني بوجود بعض الخلل في إنفاذ مواد النظام، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى المرئي والمسموع.

وأكد على وجود شراكة قائمة بين وزارة الصحة وهيئة تنظيم الإعلام بهدف رصد هذه المشاهد المخالفة والعمل على حذفها.

ودعا القحطاني الجمهور إلى المساهمة الفاعلة في هذا الجانب الرقابي عبر إرسال أي لقطات مخالفة يتم رصدها إلى الجهات المختصة، مشددًا على أهمية التفاعل المجتمعي لضمان بيئة إعلامية خالية من الترويج للتدخين.

وعلى صعيد متصل بالتغيرات المجتمعية، لفت الدكتور القحطاني إلى جانب إيجابي يتمثل في التحول الملحوظ الذي يشهده المجتمع السعودي، حيث أصبحت الأماكن العامة أكثر التزامًا بمنع التدخين، وأصبح مشهد التدخين في الأماكن المغلقة كالمطارات والمطاعم نادرًا، وهو ما يشبه الالتزام المتزايد بوضع حزام الأمان في السيارة، مما يعكس وعيًا مجتمعيًا متناميًا بأهمية الصحة العامة.