آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 11:41 ص

شروق الكاتب السعودي

نجمة آل درويش‎ *

لماذا لا تزال الكتابة مهمّشة رغم أنها أساس كل فكرة عظيمة؟ سؤال يتردد في ذهني باستمرار. على الرغم من التطور التقني وانتشار المحتوى المرئي، تبقى الكتابة هي الأساس الذي تنبثق منها كل فكرة؛ فهي البداية التي تُبنى عليها المشاريع والأفكار العظيمة.

ورغم ذلك، لا تزال الكتابة والكتاب في كثير من مجتمعاتنا يفتقرون إلى التقدير الكافي، وكأن العجلة الثقافية تدور دون وعي بأهمية الفكرة التي تسبق كل إنجاز. لكن، في وسط هذا الواقع، تبرز بلادي السعودية كنموذج يحتفي بالكتابة ويمنحها مكانتها المستحقة.

وللتأكيد على أهمية الكتابة في حياة الإنسان، يكفي أن ننظر إلى الشخصيات العظيمة التي صنعتها الكتابة رغم التحديات. على سبيل المثال، الكاتب المصري محمود مصطفى، الذي كان يدرس الطب قبل أن يتعرض لحادث استنشاق مادة كيميائية أثرت على صحته بشكل كبير. نتيجة لذلك، عاش لثلاث سنوات في غرفة معزولة، بعيدًا عن العالم. في تلك الفترة، قرأ الأدب كله وأصبح متأملًا، مفكرًا، وكاتبًا. الكتابة كانت بالنسبة له وسيلة للتعبير عن معاناته واكتشاف ذاته بعد تجربة مريرة. تحوّل من طالب طب إلى مفكر وكاتب يعبر عن عوالم جديدة بمفاهيم جديدة.

قامت المملكة، مشكورة، عبر وزارة الثقافة، بطرح العديد من المبادرات التي تعزز مكانة الكاتب وتحفّز على الإبداع. من هذه المبادرات: مبادرة مئة كتاب، معتزلات الكتابة، الكتب المسموعة والرقمية، بالإضافة إلى المسابقات الأدبية التي تستهدف جميع الفئات العمرية من المدارس والجامعات وحتى الكبار. هذه الجهود تستحق الثناء؛ إذ تؤكد أن السعودية تضع الكاتب في صميم اهتمامها وتدرك دوره في بناء المجتمع.

لكن على الرغم من هذه الخطوات المشرّفة، ما زال العطش للكتابة قائمًا. نتمنى أن تحذو باقي الدول حذو مملكتنا في دعم الكاتب، ونتطلع لوعي أعمق في مجتمعاتنا بأهمية الكتابة كوسيلة للرقي الثقافي والاجتماعي.