آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 6:33 م

”مأساة طفل طرابزون تتواصل“.. بحث مكثف عن ”فيصل“ وحاكم الولاية يؤكد: ”لن نفقد الأمل“

جهات الإخبارية

تتواصل لليوم الخامس على التوالي، عمليات البحث والإنقاذ المكثفة عن الطفل السعودي فيصل رمزي الشيخ، البالغ من العمر تسعة أعوام، الذي سقط في نهر هالديزن بمنطقة أوزنجول التابعة لولاية تشايكارا في طرابزون بشمال تركيا، وذلك يوم الاثنين الماضي.

الحادث الأليم وقع أثناء تواجد الطفل مع أسرته في رحلة تنزه وشرب الماء، ليتحول المشهد إلى مأساة هزت الأوساط السعودية والتركية.

وبحسب مصادر تركية رسمية وتقارير إعلامية، فإن الطفل فيصل انزلق بشكل مفاجئ أثناء محاولته ملء زجاجة مياه من حافة النهر، ليسقط في المياه الجارية سريعة التدفق.

ولاحظ والده الواقعة على الفور ونزل إلى النهر في محاولة يائسة لإنقاذ ابنه، إلا أنه تمكن بصعوبة بالغة من الخروج إلى الشاطئ بسبب ارتفاع منسوب المياه وقوة التيار الجارف.

وفور وقوع الحادث، تم استنفار فرق الطوارئ التركية التي هرعت إلى الموقع، وشملت وحدات الإسعاف ”112“، وفرق البحث والإنقاذ المتخصصة التابعة لهيئة الطوارئ والكوارث التركية ”AFAD“، ووحدة الإنقاذ الجبلي ”AKUT“، وفريق الطب الطارئ ”UMKE“، بالإضافة إلى فرق من الدرك والإطفاء.

وتجاوز عدد أفراد فرق البحث المشاركة المئة شخص في الأيام الأولى، ووصل إلى مئات لاحقًا، بينهم غواصون محترفون من فرق الشرطة والدرك والقوات الخاصة ”SAT“، وفرسان إنقاذ متخصصون.

واستُخدمت في عمليات المسح آليات ثقيلة ومعدات خاصة، حيث قام فريق الإنقاذ بتركيب حفار استقصائي، بينما قام الغواصون بتمشيط الأعماق والتفتيش بين الصخور في مجرى النهر.

وتواجه فرق البحث صعوبات جمة بسبب ارتفاع منسوب النهر الناتج عن ذوبان الثلوج في المنطقة، مما يجعل تدفق المياه قوياً ويعرقل عمليات التمشيط والبحث، ورغم مرور خمسة أيام، لم يتم العثور على أي أثر للطفل حتى الآن، مع استمرار رجال الإنقاذ في مسح مجرى النهر من الضفة إلى الضفة مستخدمين جميع الوسائل المتاحة.

وفي تصريحات رسمية حملت طابع الطمأنينة والتأكيد على استمرار الجهود، قال محافظ طرابزون، السيد عزيز يلدرم، خلال تفقده الميداني لعمليات البحث: ”لن نفقد الأمل وسنواصل العمل حتى العثور على الطفل“.

وأضاف المحافظ أن فرق الإنقاذ تبذل قصارى جهدها ”كأننا نبحث عن ولدنا الخاص“، مؤكدًا أنه لم يتم وضع سقف زمني للعمليات ولا حدود للجهود المبذولة.

ورافق الأمير فهد بن مساعد بن عبدالله آل سعود، سفير المملكة العربية السعودية لدى تركيا، المحافظ يلدرم أثناء زيارة ميدانية لموقع الحادث في أوزنجول، حيث أثنى السفير على تضافر جهود الفرق التركية المكلفة بالبحث وشكرها على تضامنها وتعاونها الكبير.

من جانبها، أكدت السفارة السعودية في أنقرة، في بيان رسمي، أنها تتابع الحادث منذ بدايته بالتنسيق المباشر مع عائلة الطفل والسلطات التركية ذات الصلة.

وأوضحت السفارة أنها تواصلت مع الجهات التركية المختصة فور وقوع الحادث، وأن الفرق الأمنية والإنقاذية التركية تجري عمليات بحث مكثفة في محيط النهر والمناطق المجاورة.

ودعت السفارة الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهود البحث بالنجاح وأن يحفظ الجميع من كل مكروه.

ونفت السفارة أي شائعات متداولة بشأن الحادثة، مؤكدة أن المعلومات الدقيقة تتوفر لدى السلطات ووسائل الإعلام الرسمية فقط، مشددة على أنه ”منذ اللحظات الأولى للحادثة“ تم التواصل مع جميع الأطراف المعنية.

وتحظى الحادثة بتغطية إعلامية واسعة في تركيا، حيث تنشر وكالات الأنباء المحلية تقارير يومية عن تطورات البحث، وتنقل الصحف تصريحات المسؤولين.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى ناشطون أتراك تعاطفهم الكبير مع الأسرة السعودية، داعين إلى مزيد من الحيطة والحذر في المناطق الجبلية والأودية خاصة في موسم ذوبان الثلوج.

وخلّفت الحادثة حزنًا واسعًا في الأوساط السعودية والتركية، وتبقى الآمال معقودة على نجاح جهود الإنقاذ والعثور على الطفل فيصل سالمًا، مع استمرار وتوسيع نطاق البحث حتى لحظة إعداد هذا التقرير.