آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 8:10 م

لأول مرة بالمملكة.. توطين التحسين الوراثي للأبقار لتعزيز إنتاج الألبان والأمن الغذائي

جهات الإخبارية

حقق البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، بالتعاون المثمر مع القطاع الخاص، إنجازًا نوعيًا تمثل في نجاح توطين اختبارات التحسين الوراثي للتنميط الجيني للأبقار للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية.

وتعد هذه الخطوة رائدة وتهدف إلى تعزيز الكفاءة الإنتاجية بشكل كبير في قطاع الألبان الحيوي، ودعم مستهدفات الأمن الغذائي الوطني.

وتهدف هذه المبادرة الطموحة إلى تعزيز الأمن المعلوماتي الوطني للثروة الحيوانية من خلال توطين هذه الاختبارات المتقدمة محليًا، بالإضافة إلى دعم وتمكين القطاع الخاص المحلي لتحسين كفاءة إنتاجه.

ويتم ذلك عبر انتخاب الأصناف المحلية ذات القدرة الإنتاجية العالية واستبعاد تلك ذات القدرة الإنتاجية المنخفضة، مما يسهم بشكل مباشر في رفع الإنتاجية الإجمالية وتقليل التكاليف التشغيلية.

وتصب هذه الجهود في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي للمملكة عبر زيادة نسب الاكتفاء الذاتي من منتجات الحليب واللحوم الحمراء، وتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لرؤية المملكة 2030.

ويعمل البرنامج على بناء بنك معلوماتي وطني يحفظ كافة البيانات المتعلقة بجميع قطعان الإنتاج في مختلف الشركات، وتوطينها بشكل يضمن الأمن المعلوماتي لهذه البيانات الحساسة.

وأوضح البرنامج أن المبادرة تستهدف تذليل الصعوبات التي تواجه المنتجين في اتخاذ قرارات استراتيجية، مثل إحلال القطيع الأقل إنتاجًا وإبقاء القطيع الأعلى إنتاجًا، وذلك من خلال التعاون مع القطاع الخاص في تطبيق اختبارات التحسين الوراثي محليًا.

وأكد أن الانتخاب الجيني للأبقار لا يسهم فقط في زيادة نسب الإنتاج، بل يساعد أيضًا في منع الأمراض واكتشافها في وقت مبكر، ويهتم بالسمات الجينية المتعلقة بالخصوبة والتكاثر لزيادة الإنتاج، مما يعود بمردود اقتصادي إيجابي على المربين والمهتمين بصناعة إنتاج الحليب.

ودعا البرنامج جميع الشركات المحلية المهتمة بالقطاع الحيواني والسمكي إلى الاستفادة من الفرص المتاحة التي توفرها هذه المبادرة.

وأكد برنامج ”الثروة الحيوانية والسمكية“ أن اختبار التنميط الجيني للأبقار يلعب دورًا محوريًا في معرفة العلامات الوراثية الخاصة بالأبقار منذ وقت مبكر، ويساعد في تحسين الكفاءة الإنتاجية عبر الانتخاب الوراثي الدقيق للأبقار، ويسهم كذلك في تقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل.

وأشار البرنامج إلى أن إنتاج الحليب يعد من أهم الصفات الاقتصادية المؤثرة في مزارع الأبقار، وتعتبر دراسة جينوم الأبقار أداة ضرورية لتحديد المواقع الجينية المسؤولة عن صفات إنتاج الحليب، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة مثل الشفرة الوراثية والتنميط الجيني.

ويساهم ذلك بشكل كبير في عملية الانتخاب على أساس وراثي لرفع الكفاءة الإنتاجية، وتأسيس قاعدة بيانات وراثية مرجعية وطنية.

الجدير بالذكر أن إنتاج الحليب في المملكة قد بلغ أكثر من 2,8 مليون طن سنويًا، وتأتي هذه الخطوات الجادة لزيادة الإنتاج من خلال اختبار التنميط الجيني التي يعمل عليها البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، بهدف تحسين الإنتاجية وتكوين قطيع النخبة من الأبقار ذات الكفاءة الإنتاجية العالية.

وتعد هذه المبادرة جزءًا لا يتجزأ من الجهود المستمرة لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتلبية احتياجات السوق المحلية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.