لتوثيق الإبداع المسرحي.. الحايك يجمع إرث ربع قرن في ”الأعمال الكاملة“
شهد مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء الخميس توقيع الكاتب المسرحي عباس الحايك على جزأي كتابه ”الأعمال المسرحية الكاملة“، الصادر عن جمعية النادي الأدبي الثقافي بالطائف، وذلك وسط حضور لافت من المسرحيين والمثقفين.
وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لمسيرة إبداعية حافلة امتدت لربع قرن.
وأعرب الحايك عن بالغ سعادته بهذه المبادرة التي انطلقت من جمعية أدبي الطائف، وبجهود خاصة من عضو مجلس إدارتها عبدالعزيز عسيري، الذي كان له الفضل في طرح فكرة جمع الأعمال الكاملة لعدد من الكتاب المسرحيين السعوديين.
وأشار الحايك إلى أن اختياره ضمن هذه الكوكبة لجمع نتاجه المسرحي، منذ أول نص وحتى أحدث إبداعاته، يمثل له دافعًا كبيرًا، متمنيًا أن يكون هذا الإصدار حافزًا مستمرًا له ولجميع المسرحيين في المملكة نحو مزيد من العطاء وتوثيق التجارب المسرحية.
وأوضح الحايك أن الكتاب، بجزأيه، يضم بين دفتيه خمسة وثلاثين نصًا مسرحيًا، هي خلاصة تجربته الكتابية بين عامي 2000 و 2025 ميلادية.
ولفت إلى أن من بين أبرز هذه الأعمال نص ”الفاضلة“، الذي حظي بشهرة واسعة وانتشار عربي لافت، حيث قُدم في نحو أربعين عرضًا مسرحيًا حتى الآن، بالإضافة إلى نصوص أخرى هامة مثل ”حارسة الماء“ و”إصبع روج“.
وخلال الأمسية، أكد الحايك أن هذا الإصدار الشامل سيقدم خدمة جليلة للكتاب المسرحيين والمخرجين الذين ينشدون نصوصًا متنوعة وجاهزة للعرض، موضحًا أن الكتاب سيجعل هذه النصوص في متناول أيديهم ليختاروا منها ما يتناسب مع رؤاهم الفنية.
وأضاف أن الأكاديميين والباحثين سيجدون فيه مادة ثرية لدراساتهم وأطروحاتهم التي تتناول المسرح السعودي، معربًا عن شكره وامتنانه لجمعية الثقافة والفنون بالدمام على احتضانها لفعالية تدشين وتوقيع الكتاب، مشيدًا بدورها الداعم للحركة الثقافية.
من جهته، عبر عبدالعزيز عسيري، عضو مجلس إدارة جمعية أدبي الطائف، عن تقدير الجمعية للتعاون المثمر مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ممثلة في مديرها الأستاذ يوسف الحربي وكافة منسوبيها.
وثمّن عسيري مبادرة الكاتب عباس الحايك تخصيص جمعية أدبي الطائف لطباعة أعماله الكاملة، معتبرًا إياها وثيقة هامة تُضاف إلى سجل إنجازات الإنسان السعودي المبدع، وجزءًا لا يتجزأ من مشروع الجمعية الطموح لتوثيق الإبداع الوطني.
وكشف عسيري أن مشروع طباعة الأعمال المسرحية الكاملة لرموز الكتابة الإبداعية السعودية والمؤلفين الشباب المبدعين قد أثمر حتى الآن عن جمع وطباعة مئتين وثمانية عشر نصًا مسرحيًا.
وشدد على أن هذه الإصدارات النوعية قد مكنت الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بالشأن المسرحي من الوصول إلى هذه النصوص والاستفادة منها، بما يساهم بفعالية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بإثراء الحراك الثقافي.
وأشار إلى أن اهتمام أدبي الطائف لم يقتصر على النصوص الإبداعية، بل امتد ليشمل الجانب النقدي المسرحي عبر طباعة عدة رسائل علمية متخصصة، مع تأكيد العزم على استكمال هذا المشروع الطموح، إلى جانب دعم كافة المسارات الثقافية المتنوعة.
وقد تلقى الكاتب عباس الحايك إشادات وكلمات تقدير من عدة شخصيات مسرحية عربية بارزة من لبنان وسوريا وليبيا ودول أخرى.
وفي هذا السياق، أشار المسرحي اللبناني عبيدو باشا إلى أن الحايك لا يتميز بغزارة إنتاجه فحسب، بل بكونه صاحب مشروع مسرحي واضح المعالم، يمتلك إرادة مستقلة وقدرة على طرق موضوعات وقصص متفردة تختلف عما يتناوله الآخرون، مؤكدًا أن أعماله المسرحية تتمتع بقدرة خاصة على تحدي المتفرج وإثارة تأملاته.
بدوره، وصف المخرج السوري مأمون الخطيب الحايك بأنه كاتب عربي مهم ومتنوع، نجح في ملامسة الإنسان في مختلف حالاته وتقلباته من خلال نصوصه، معتبرًا أنه ترك إرثًا أدبيًا مسرحيًا سيبقى خالدًا للأجيال القادمة من المسرحيين العرب.
واختتم الدكتور جمال أبو ميس من ليبيا هذه المداخلات بالتأكيد على أن عباس الحايك يحرص في مجمل أعماله على تقديم خطاب فني ذي بعد إنساني عالمي، يجسد من خلاله نداءات موجهة إلى العالم بأسره.
