آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 11:24 ص

الإيذاء العاطفي للذات

جلال عبد الناصر *

أغلق أحمد هاتفه وعزف عن التواصل مع أصدقائه.

فضّل الوحدة على أن يكون مع شخص يتعارض مع مبادئه وقيمه التي فرضها على نفسه نتيجة تجارب سابقة معتقدًا بأنّ المعايير الجديدة سوف تأخذه نحو عالم الحرية النفسية.

يميل الإنسان في بعض الأحيان إلى إيذاء نفسه.

ويختلف نوع الإيذاء باختلاف مدى وعي الإنسان بمفهوم الإيذاء، فقد يعتقد بأنّ السلوك الذي يتخذه هو عبارة عن انتقام من الطرف الآخر، أو شكل من أشكال تحقيق الذات في الحصول على كرامته المفقودة.

والإيذاء العاطفي للذات «Emotional self-harm» هو أحد تلك الأساليب، وقد يكون هذا النوع من الأذى هو بمثابة الأذى الجسدي.

فالحديث السلبي مع النفس أحد تلك الأسباب الذي يظهر في التقليل للذات أو انتقادها بشكل مستمر، والاعتقاد بأنه ليس كفئًا بالحدّ الذي يكون فيه موضع تقدير عند الناس.

وهذا يخلق حالة من فقدان الثقة بالنفس التي تضعفه في عزلة مع من هم حوله.

وقد يمارس سلوكًا تخريبيًا فيلجأ للأفعال التي تقوض النجاح أو السعادة، فعلى سبيل المثال: المماطلة في إنهاء المهام ذات الأولوية، والانخراط في العلاقات غير الصحية، وتجنّب فرص النمو والتطوير.

إلى جانب التمسك بأخطاء الماضي والتفكير فيها بعمق، والسماح لها بتحديد القيم الذاتية.

وبالتالي ينتهي به الحال إلى وضع معايير عالية جدًا تخلو من الواقعية.

لو أدرك الإنسان مفهوم الراحة النفسية التي سوف يحصل عليه مقابل الألم الذي سوف يتسببه لنفسه، سيلجأ لعلاج المشكلة.

إنّ التدريب على تقنيات تنظيم المشاعر وتعلّم كيفية إدارتها بدلًا من قمعها، هو أحد الحلول التي تساهم في الخروج من هذه الأزمة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
نذير
6 / 6 / 2025م - 6:52 م
أختلف وياك شوي في تصوير أحمد كضحية مطلقة، لأن بعض الانسحابات من العلاقات تكون خطوة ناضجة، مو إيذاء للنفس. المشكلة لما تصير الانسحابات عادة بدون وعي. المقال اتمنى نكون حذرين من التعميم، لأن كل حالة لها ظروفها
اختصاصي نفسي في مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام