آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 11:12 ص

المرحوم الملا علي آل توفيق - أمير الخطباء

سلمان العنكي

أغلب الحاضرين بيننا، وأبناء بلدنا القديح، لم يعايشوه، بل لم يعرفوه، ولا يعرفون عنه شيئًا.

ولكنني، كاتب هذه السطور، من العارفين به.

وقبل أن أتناول بعض مزاياه، أقدم الشكر والامتنان لصاحب الأنامل الذهبية، الذي يقدم لقرائه كل يوم هدية، الأستاذ عماد سعيد العبيدان - أبو كُميل - على اختياره المميز بتناوله شخصية تستحق منا الكثير من الثناء.

إنه معلمنا، وأستاذنا، ومربّينا، وخطيبنا، الملا علي بن ناصر آل توفيق القديحي - رحمه الله.

ومما أحببت ذكره عنه:

أولًا: شخصيته:

كان أنيقًا، مرتب اللباس، نظيفًا، على غير المألوف في ذلك الوقت.

كان محلّ ثقة العلماء والمراجع، ومقدَّرًا من جميع طبقات المجتمع.

دمث الأخلاق، متواضعًا، يخالط الكبار والصغار بابتسامة وقلب حانٍ، إلى درجة يعجز الوصف عن التعبير عنها.

ثانيًا: خطيب مثقف، باحث، متتبع، متمكن.

لكن غياب الإعلام عنه قلَّل من حضوره، ولو سُلّط الضوء عليه لظهرت مكانته في الساحة الواسعة بالمنطقة.

ثالثًا: سخاء الروح وكرم المعاملة

كان كريم النفس، مضياف، يتغاضى عن كثير من حقوقه مراعاةً للضعفاء، وتقربًا إلى وجه الله تعالى.

رابعًا: خادم المجتمع

خدم مجتمعه مصلحًا في أصعب الظروف، حين كان المتعلمون والقائمون بالخدمة نادرين.

كان في الصيف يتحمل حرارة الشمس، وفي الشتاء يقاسي برودة الطقس وهدير المطر.

رأيناه يترك عمله ليرافق الجنائز من الصلاة إلى التشييع، ثم التلقين والدفن والنعي، قربةً لله تعالى.

وإن دُعي إلى مريض ممسوس، رافقه ليلًا حتى يفيق.

حقًا، لقد كان إنسانًا يحمل الإيمان معه حيثما توجه.

رحمك الله يا أبا محمد، وجزاك خيرًا على ما قدمت لعباده دون تأفف.