جِمَارُ الْهَوَىْ
جِمَارُ الْهَوَىْ
فَمَا لِيْ بِبُعْدٍ خَفَاهُ الْغِيَابُ
وَزَادَ لهُ مِنْ عَنَاءٍ نِدَابُ
فَيَا شَاغِلًا قَدْ وَعَتْكَ الْلَيَالِيْ
وَعَمَّ بِهَا مِنْ حُرُوْرٍ ضَبَابُ
فَعَرَّجْ لِصَوْبٍ وَتَمْتِمْ عَلَيْهِ
يَهُوْنُ الْأَسَىْ مَا حَلَاهُ شَرَابُ
سَئِمْتُ بِمَنْ قَدْ جَفَانِيْ بِهَجْرٍ
وَزَادَ بِهِ مِنْ جَفَاءٍ عِتَابُ
فَكَمْ نَالَ مِنَّا الزَّمَانُ بِوَخْزٍ
إِلَىْ أَنْ تَرَامَتْ بِفَصْلٍ نِهَابُ
فَمَهْلًا بِنَا يَا ضِبَاعَ الْفَيَافِيْ
تَرَامَتْ بِنَا مِنْ طِرَاقٍ صِبَابُ
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ حَنَانٍ يَضِمُّ
تَعِجُّ نُغُوْصٌ تَعِزُّ صِحَابُ
هُوَ الْحُبُّ مَا نَالَ مِنْهُ بَحَوْزٍ
غَدَاهُ بِصَوْلٍ وَجَالَ هِضَابُ
وَإِنْ فَاءَ فِيْهِ بِظِلٍّ حَمَاهُ
فَأَلْقَىْ عَلَيهِ بِصَوْبٍ تُرَابُ
فَهَذَا الْمَكَانُ يَضِجُّ حَنِيْنًا
وَآبَ لِتِيْهٍ تَلَاهُ سَرَابُ
تَوَالتْ لِمَا قَدْ لَقَاهُ بِدَرْبٍ
فَشَدَّ زِمَامًا مَطَاهُ رِكَابُ