كيف تحول ”تيك توك“ والألعاب الإلكترونية إلى بوابة للاستغلال النفسي للأطفال؟

حذر الدكتور حسين الشمراني، استشاري طب النمو والسلوك للأطفال والمراهقين، من التأثيرات السلبية العميقة للألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما ”تيك توك“، على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
وأشار إلى أن هذه المنصات أصبحت سببًا مباشرًا لحالات الاكتئاب والعزلة والتنمر، وتجاوزت آثارها في بعض الحالات لتصل إلى التحرش والاستغلال.
وأكد ان عيادات النمو والسلوك كشفت عن تزايد ملحوظ في أعداد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة الاستخدام المفرط لألعاب الإنترنت التي تتيح التواصل المباشر مع الغرباء، مما فتح الباب أمام حوادث التنمر والابتزاز، ووصل في بعض الأحيان إلى الاستغلال الجنسي للفئات العمرية الصغيرة.
وأوضح يُعد تطبيق ”تيك توك“ الأكثر انتشارًا بين الأطفال والمراهقين في المملكة العربية السعودية، ويحوي محتوى لا يتناسب مع قيم المجتمع، ويؤثر سلبًا على نظرة المراهقين لأنفسهم.
وبين أن ”تيك توك“ يعرض حياة مثالية وغير واقعية من الرفاهية والسفر والمشتريات، مما يدفع الأطفال والمراهقين إلى مقارنة حياتهم بتلك الصور، وهو ما ينتج عنه شعور بالنقص وعدم الرضا عن الذات.
ولفت إلى أن المقارنة المستمرة مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى عدم الرضا لدى المراهقين، مما يتسبب في توتر دائم، واضطرابات في النوم، وقد يصل إلى الاكتئاب السريري.
وأضاف أن بعض المراهقات بدأن يعانين من انعدام الثقة بالنفس نتيجة المقارنات الجسدية والمظهرية، الأمر الذي يعمق الفجوة بين العالم الرقمي وحياتهن الواقعية.
ودعا الشمراني أولياء الأمور إلى ممارسة رقابة واعية ومستمرة على استخدام الأطفال للتطبيقات والألعاب الإلكترونية، مع ضرورة توفير بدائل أكثر صحة وتوازنًا.
وأكد على أهمية تعزيز مفاهيم القناعة والرضا الذاتي لدى النشء، وتقوية مناعتهم النفسية ضد الضغوط الرقمية المتزايدة.