فحص ما قبل الزواج يجنّب 25% من الأطفال خطر الإصابة بالأنيميا المنجلية

حذر مختصون من خطورة تجاهل الفحص الطبي قبل الزواج، مؤكدين أن تجاهله قد يؤدي إلى ولادة أطفال مصابين بفقر الدم المنجلي بنسبة تصل إلى 25%، في حال كان كلا الزوجين حاملين للجين المسؤول عن المرض، وهو ما يجعل الوعي والوقاية خط الدفاع الأول أمام انتشار هذا المرض الوراثي المزمن.
وأوضح الدكتور عامر بقنة، رئيس قسم الدم والأورام بمدينة الملك سعود الطبية، أن فقر الدم المنجلي يعد من أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارًا وخطورة، حيث يتسبب خلل في جين الهيموغلوبين بتكوين خلايا دم حمراء غير طبيعية، تتخذ شكل المنجل وتفقد مرونتها، مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية ونقص التروية في أعضاء الجسم المختلفة.
وأوضح أن العمر القصير لتلك الخلايا، والذي لا يتجاوز 20 يومًا مقارنة بالعمر الطبيعي البالغ 120 يومًا، يتسبب في أعراض مزمنة تشمل شحوبًا في الجلد، تعبًا دائمًا، ونوبات ألم حادة نتيجة التجلطات المتكررة.
وبين الى أن المصابين بالمرض يكونون أكثر عرضة للعدوى نظرًا لضعف المناعة، ما يتطلب دخولهم المستشفى بشكل متكرر لتلقي العلاج.
ولفت إلى أن المضاعفات الناتجة عن المرض لا تقتصر على الألم، بل تشمل احتمالات تلف الأعضاء الحيوية مثل الكلى، القلب، والطحال، إضافة إلى احتمالية الإصابة بسكتات دماغية نتيجة انسداد الشرايين، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المصابين منذ سنوات الطفولة.
وأشار إلى أن تشخيص المرض غالبًا ما يتم بعد الشهر السادس من عمر الطفل من خلال فحوصات دقيقة، يأتي في مقدمتها تحليل الهيموغلوبين الكهربي، الذي يحدد نوع الهيموغلوبين ومدى الإصابة، مؤكدًا أن الاكتشاف المبكر يسهم في تخفيف حدة الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب.
ودعا إلى الالتزام بإجراء فحص ما قبل الزواج كوسيلة أساسية للوقاية، مشيرًا إلى إمكانية اللجوء إلى الاستشارات الجينية، وفحص الأجنة قبل الحمل باستخدام تقنيات الإخصاب خارج الرحم، أو خلال الحمل، بما يتوافق مع الأنظمة الطبية والشرعية المعتمدة.
واعتبر بقنة أن تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المرض وأهمية الفحص الاستباقي يمثل خطوة جوهرية في حماية الأجيال المقبلة، مشددًا على أن ”القرار الذي يُتخذ اليوم بين زوجين قد يصنع مستقبلًا صحيًا بالكامل لأطفالهما“.