30 دقيقة في السوق ترفع توتر الرجال.. والتقدير اليومي يعزز العلاقة الزوجية

أكد المختص في علم النفس الأسري ناصر الراشد أن التوتر يُعد من أبرز الأسباب التي تعيق الأزواج عن الاستمتاع بجماليات الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن القدرة على تأجيل الإشباع اللحظي واتخاذ قرارات مرنة من العوامل الجوهرية التي تعزز العلاقة الزوجية وتضمن استمراريتها على المدى الطويل.
وعن الفروقات النفسية بين الرجل والمرأة، أوضح الراشد أن التوافق بين الشريكين لا يتحقق فقط بالحب، وإنما بإدراك كل طرف لاحتياجات الآخر وتوقيتات التفاعل والتنازل، معتبرًا أن هذا النوع من الوعي يشكل الأساس لعلاقة مستقرة.
وبيّن أن المواقف اليومية البسيطة، مثل طلب الزوجة الذهاب للتسوق رغم شعور الزوج بالإرهاق، تمثل اختبارات حقيقية للمرونة، لافتًا إلى أن التعامل بتفهم وتأجيل دون خلافات يعبّر عن نضج العلاقة.
وفي جانب طريف من حديثه، تناول الفروقات في التحمل النفسي، مؤكدًا أن قدرة الرجال على مرافقة زوجاتهم في الأسواق لا تتجاوز غالبًا 30 دقيقة، قبل أن تبدأ مؤشرات التوتر لديهم في الارتفاع.
وأشار إلى أن بعض المجمعات التجارية بادرت إلى تخصيص أماكن للقراءة مخصصة للرجال كحل عملي لتخفيف الضغط النفسي أثناء التسوق.
واستشهد الراشد بتجربة لأحد الحاضرين في دوراته التدريبية، حيث اعتاد مرافقة زوجته للتسوق واستثمار ذلك الوقت في القراءة، ما حوّل الموقف من مصدر إزعاج إلى عادة إيجابية وأسلوب حياة يعكس التفاهم بين الطرفين.
وشرح أن المرأة تتمتع من الناحية النفسية بقدرة عالية على أداء مهام متعددة في آن واحد، تشمل العناية بالأطفال، والطبخ، والتنظيف، وهو ما يجعلها أكثر تفصيلًا ودقة في التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
وأكد أن قبول هذا الاختلاف كأساس للتكامل، لا للتنافس، من شأنه أن يخلق بيئة أسرية يسودها التفاهم والاستقرار بدلًا من الصراع.
وشدد على أهمية إدخال المرح والمزاح في العلاقة الزوجية، معتبرًا أن هذه السلوكيات تساهم في تحفيز هرمونات السعادة، وتعزز من الروابط العاطفية.
ودعا إلى تعزيز السلوك الإيجابي للطرف الآخر، موضحًا أن عبارات التقدير البسيطة، مثل الإشادة بطهي الزوجة أو ترتيبها للمنزل، تمثل عاملًا محفزًا يدفع إلى المزيد من العطاء.
وأشار إلى أن التجاهل والبرود العاطفي قد يؤديان إلى إطفاء أي سلوك إيجابي، مؤكدًا أن التفاعل العاطفي المباشر يشكل المصدر الأساسي لاستمرار الحب والتقدير داخل الحياة الزوجية.