استشاري نساء: الخلط بين تكيس المبايض و”متلازمته“ يقود لعلاج خاطئ
شدد استشاري طب النساء والولادة، البروفيسور حسن جمال، على الأهمية القصوى للتفريق الدقيق بين ”تكيس المبايض“ و”متلازمة تكيس المبايض“.
لفت إلى أن الخلط الشائع بين الحالتين قد يقود إلى تشخيص غير سليم، وبالتالي تبني خطط علاجية غير مناسبة قد تترتب عليها مضاعفات مستقبلية للمريضات.
وأوضح البروفيسور جمال أن المفهوم المرضي لتكيس المبايض يتمثل في وجود أكياس داخل المبيض، تتكون نتيجة عدم اكتمال نضج البويضات، لافتاً إلى أن هذه الأكياس غالباً ما تكون خالية من السوائل ويكتشفها الطبيب عبر الفحص بالموجات فوق الصوتية.
وأكد أنه في حال تم التعامل مع هذا التشخيص على أنه ”متلازمة“، فإن التقييم يصبح خاطئاً والعلاج الموصوف يفتقر إلى الدقة المطلوبة.
وفي المقابل، أشار إلى أن متلازمة تكيس المبايض، المعروفة علمياً بـ PCOS, تُصنف كحالة مختلفة كلياً، حيث إنها اضطراب هرموني وأيضي لا يقتصر تأثيره على المبيضين، بل يمتد ليشمل أجهزة الجسم المختلفة.
وبيّن أن هذه المتلازمة تتسبب في ارتفاع مستوى هرمون الذكورة لدى المرأة، مما يؤدي إلى ظهور حزمة من الأعراض الواضحة، من بينها حب الشباب، وزيادة تساقط الشعر، واضطرابات الدورة الشهرية، وزيادة الوزن، وقد تصل إلى صعوبة في الإنجاب.
ونوّه البروفيسور جمال إلى أن علاج ”مرض تكيس المبايض“ غالباً ما يكون أبسط والحالة قد تكون مؤقتة، بينما تحتاج ”المتلازمة“ إلى متابعة طبية دقيقة وخطة علاجية شاملة ومتعددة المحاور، تتضمن ضبطاً للهرمونات، وتعديلاً جذرياً في نمط الحياة اليومي، مع التركيز على النظام الغذائي والنشاط البدني المنتظم.
وأكد على أن التفريق بين الحالتين لا يقع على عاتق الطبيب وحده، بل هو حق أصيل للمريضة يمكنها من فهم حالتها الصحية بشكل صحيح والمشاركة في اتخاذ القرار العلاجي الأنسب لها.
ودعا إلى ضرورة رفع مستوى الوعي الصحي بين النساء حول هذه الفروق الجوهرية، نظراً للانتشار الملحوظ لحالات المتلازمة مؤخراً، وبهدف تجنب التشخيصات الخاطئة وما يتبعها من تحديات صحية.
