آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 11:00 م

الشيخ الصفار يدعو لمراجعة الخطاب الديني لترسيخ التسامح وقبول الآخر

جهات الإخبارية

دعا الشيخ حسن الصفار إلى ضرورة إجراء مراجعة جذرية للخطاب الديني المعاصر، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لتحقيق السلم الاجتماعي ونيل الرضا الإلهي يكمن في احترام التعددية الفكرية والدينية والمذهبية.

وأوضح، خلال استضافته في برنامج حواري على ”قناة حيرة“، أن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود الاختلاف، بل في غياب ثقافة احترامه.

وخلال اللقاء الذي امتد لأكثر من سبعين دقيقة وأداره هادي اللواتي، شدد الشيخ الصفار على أن القرآن الكريم ومدرسة أهل البيت يمثلان منطلقًا أساسيًا لتكريس قيم الحوار والانفتاح.

وبيّن أن القرآن كرّم الإنسان لذاته بصرف النظر عن انتمائه، مستشهدًا بآيات التكريم الإلهي لبني آدم كافة، داعيًا إلى تحكيم العقل والضمير لفهم النصوص الدينية بعيدًا عن التفسيرات التي تبرر المواقف المسبقة.

واستعرض الشيخ الصفار بشفافية رحلته الفكرية الشخصية، حيث ذكر أن وعيه بأهمية التسامح بدأ في طفولته المبكرة، حين لمس تناقضًا صارخًا بين المفاهيم الإقصائية التي تعلمها في بعض المقررات الدراسية، والسلوك الإنساني النبيل الذي شهده من معلمين مسيحيين وشخصيات من مذاهب أخرى، وهو ما دفعه إلى إعادة النظر في المنظومة الفكرية المغلقة التي تبني أسوارًا بين البشر.

وانتقد الشيخ الصفار الخطاب الديني الذي يركز على روايات تعبوية نشأت في ظروف تاريخية خاصة، ويُغيّب في المقابل النماذج المشرقة من تراث أهل البيت التي تؤسس لاحترام الإنسان، مثل تعامل الإمام علي بن أبي طالب مع مخالفيه، والمناظرات الفكرية الراقية للإمام علي بن موسى الرضا مع أتباع الديانات والمذاهب المختلفة.

وحذر من خطورة ممارسة ”القتل المعنوي“ الذي يُرتكب أحيانًا باسم الغضب لله والدفاع عن العقيدة، موضحًا أن الرد على الأفكار المنحرفة يكون بالعلم والبرهان، لا بالشتم أو التكفير أو الإسقاط.

وأكد أن الغضب لله لا يعفي صاحبه من الالتزام بالأخلاق، بل يوجب عليه إظهار الحق بالحكمة والموعظة الحسنة.

وفي ختام الحوار، أشار الصفار إلى أن معظم القضايا الدينية هي مسائل اجتهادية ظنية لا تصل إلى درجة اليقين، مستشهدًا في ذلك بكبار العلماء مثل السيد محمد باقر الصدر والمرجع الشيخ إسحاق الفياض، مما يجعل فرض رأي واحد باعتباره الدين المطلق افتراءً على الله والعقل.

وخلص إلى أن احترام الاختلاف، وحسن الظن بالآخر، والترفع عن لغة التحقير، هي الطريق الأقرب إلى الله ورسوله وأئمة الهدى.

يُذكر أن الحوار تم تسجيله في مكتب الشيخ حسن الصفار بمدينة القطيف بتاريخ التاسع والعشرين من يونيو للعام 2024، وعُرض للمشاهدين في الحادي عشر من يونيو 2025.






التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
فاطمة آل سيف
[ القطيف ]: 22 / 6 / 2025م - 1:29 ص
الخطاب الديني بحاجة فعلية إلى مراجعة عميقة وما طرحه الشيخ حسن الصفار يعتبر صوت عقل وضمير في زمن باتت فيه لغة الإقصاء طاغية على روح الدين الحقيقية
2
حسن اللواتي
[ صلالة ]: 22 / 6 / 2025م - 2:00 ص
الخطاب المتزن السماحة الشيخ حسن الصفار يعيد الاعتبار للدين كمساحة رحبة للحوار، لا كمنصة لإدانة الآخر. هذا هو النموذج الذي نتطلع إليه في في كل البلاد الاسلامية.

من جهة ثانية حديث سماحته عن أن أكثر المسائل الدينية ظنية واجتهادية، هي دعوة لتواضع معرفي يفتقده كثيرون ممن يرفعون لواء اليقين المطلق.