محترفون وهواة يوثقون الجمال البحري في فعالية فنية بالدمام

شهدت جمعية الثقافة والفنون في الدمام - حي النزهة، مساء الجمعة، إقامة الفعالية الرابعة لمجتمع ”In The Blue“ للتصوير تحت الماء، وسط حضور لافت من الغواصين ومحترفي التصوير والمهتمين بالبيئة البحرية، وذلك ضمن جهود المجتمع في نشر هذا الفن وتعزيز تبادل الخبرات بين ممارسيه.
وتضمنت الفعالية سلسلة من الأنشطة التفاعلية المتخصصة، أبرزها ورشة عمل في إعدادات كاميرات GoPro, إلى جانب جلسة تعريفية بأساسيات التصوير تحت الماء، وجلسة نقد فني للصور شارك فيها عدد من الهواة والمحترفين بأعمالهم، التي خضعت لنقاشات فنية تهدف إلى الارتقاء بالمستوى التقني والجمالي للمصورين.
وشارك في تقديم الفعالية نخبة من المصورين المعروفين في هذا المجال، وهم: محمد الحوسري، ومحمد الكناني، وحسين الدحيم، حيث ركزوا على تطوير مهارات الغواصين المهتمين بالتصوير، مع تسليط الضوء على أهمية التكوين البصري، وفهم إعدادات الكاميرا، وطرق التحكم بالطفو أثناء الغوص لتفادي تشويش اللقطة.
وأوضح مدرب الغوص محمد الخويلدي أن فريق ”In The Blue Community“ يعمل على دمج فن التصوير برياضات الغوص، مع التركيز على نقل الجماليات المخفية تحت سطح البحر إلى المشاهدين.
وأشار إلى أن ورشة العمل شملت عدة محطات تعليمية، من أبرزها شرح الإعدادات الخاصة بكاميرات GoPro, وتقديم تغذية راجعة نقدية للصور، من أجل صقل المهارات الفنية.
وفي فقرة ”حكاية غواص مع التصوير“، تحدث الغواص حسين ادهيم عن بداياته في هذا المجال، موضحًا أن شغفه بالتصوير انطلق من المشاهد الساحرة التي رآها في الأعماق، ودفعه حبه للفن إلى توثيقها ومشاركتها مع الآخرين.
واعتبر أن الطفو المتوازن، ومواصلة الغوص، والتفاعل مع المصورين المتمرسين، من أهم عوامل تطوير المهارة البصرية للمصور تحت الماء.
وبيّن أن اكتساب المعرفة لا يتوقف على التجربة فحسب، بل يمكن دعمه عبر الاطلاع على أعمال المصورين ومتابعة زوايا تصويرهم، ما يثري المخزون البصري ويساعد في تكوين أسلوب شخصي.
من جانبه، استعرض الغواص محمد الدوسري خلال الورشة مزايا كاميرات GoPro, واصفًا إياها بالأداة المثالية لتصوير الغواصين، لما تتمتع به من صغر الحجم، وسهولة الاستخدام، وتحملها للضغط والصدمات.
وأكد أن الكاميرا تتيح تصوير فيديوهات عالية الجودة في الأماكن الضيقة، وتُعد خيارًا مفضلًا للهواة والمحترفين على حد سواء.
أما الغواص عبد رب الرسول احمد، فلفت الأنظار بتجربته الملهمة، حيث دخل عالم الغوص بعد سن الثالثة والستين، ليواصل رحلته لأكثر من 14 عامًا، شملت مواقع غوص في الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي.
وأكد أن هذه الهواية فتحت له أبوابًا جديدة لاكتشاف الجمال الطبيعي والثقافي لبلاده والعالم.
ودعا المتقاعدين إلى استثمار وقتهم في أنشطة تنمّي الجسد والعقل، مؤكدًا أن التنويع في الهوايات يمنح الحياة طاقة متجددة.
وشدد على أهمية الانخراط في العمل التطوعي، مستشهدًا بتجربته الطويلة في جمعية القطيف الخيرية، التي امتدت لأكثر من أربعة عقود في خدمة الأيتام والمجتمع.