”السينما“ تناقش تأثير نظرية ”رحلة البطل“ على صناعة الأفلام
في أمسية ثقافية نظمتها جمعية السينما مساء الاثنين، ناقش مختصون سبل تعزيز بنية السرد القصصي في السينما السعودية، مستلهمين نظرية ”رحلة البطل“ العالمية كأداة لزيادة عمق الأعمال المحلية وتفاعل الجمهور معها، وذلك ضمن فعاليات مبادرة ”بروج“ في برج السينما.
واستضافت الأمسية الباحث والكاتب فهمي فرحات، الذي قدّم قراءة تحليلية لكتاب ”رحلة البطل“ للمفكر الأمريكي جوزيف كامبل، والذي صدر عام 1949 وأصبح منذ ذلك الحين مرجعًا أساسيًا في فهم البناء الدرامي وتطور الشخصيات في الأدب والسينما على حد سواء.
وأشار فرحات إلى أن هذه النظرية، بمحطاتها الاثنتي عشرة، شكلت مصدر إلهام لعدد كبير من صناع السينما في هوليوود، حيث استندوا إلى تحليل كامبل للأنماط المتكررة في الأساطير والقصص القديمة، مثل الحكايات الإغريقية والسومرية وقصص الأنبياء، لبناء حكايات مؤثرة وناجحة تجاريًا.
وتطرق الحوار إلى نقطة جوهرية تمثلت في المقارنة بين الأعمال العالمية والسعودية، حيث رأى المشاركون أن ضعف حضور محطات ”رحلة البطل“ في بعض الأفلام المحلية قد يكون أحد أسباب محدودية جماهيريتها، على النقيض من الأفلام الأمريكية التي تنجح في خلق روابط عاطفية قوية مع المشاهدين رغم نمطيتها التجارية أحيانًا.
وأكد على أن نجاح أي عمل قصصي لا يقاس بتسلسل أحداثه فقط، بل بقدرته على نقل تجربة شعورية متكاملة، مشددًا على أن رحلة البطل تضمن هذا التحول في الشخصية الرئيسية، وهو ما يجعل المشاهد يتعاطف معها ويتبنى قصتها حتى النهاية.
