آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 7:51 م

إضاءات على شعر التحوّلات.. أمسية تتقصّى الوثيقة في القصيدة العربية

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الدمام

نظّمت جمعية الأدب، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون، مساء الاثنين، محاضرة بعنوان: ”تَعالُق التاريخ والأدب: المتنبي وامرؤ القيس أنموذجًا“، قدّمها الباحث الدكتور عبد العزيز الشبل، وأدارتها الكاتبة طاهرة آل سيف، وذلك فيفرع الجمعية في مدينة الدمام، ضمن برامج لجنة سفراء الجمعية في المنطقة الشرقية.

واستعرضت المحاضرة العلاقة المتشابكة بين السرد الأدبي والوقائع التاريخية، من خلال قراءة تحليلية في شعر امرؤ القيس والمتنبي، متوقفة عند السياقات التاريخية التي ساهمت في تشكيل إبداع كلٍّ منهما، حيث شهدت الأمسية حضورًا نوعيًا من المهتمين بالشأنين الأدبي والتاريخي.

وأوضح الدكتور الشبل، وهو متقاعد من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ومتعاون مع عدد من الجمعيات الثقافية، أن المحاضرة تناولت مفهوم ”تعالق التاريخ والأدب“ بوصفه تمازجًا بين السرد الأدبي وتوثيق الحدث التاريخي، مستعرضًا نماذج من شعر الجاهلية، وعلى رأسها شعر امرؤ القيس، الذي وثّق في معلقته حادثة مقتل والده وسعيه للثأر.

وتناول في الجزء الثاني من المحاضرة شخصية المتنبي، منوهًا إلى أن شعره يعد سجلًا حيًّا لفترة زاخرة بالأحداث، سواء خلال ملازمته لسيف الدولة الحمداني في حلب أو لاحقًا أثناء انتقاله إلى كافور الإخشيدي في مصر، حيث وثّق عبر قصائده مواقف سياسية وشخصية شكّلت ملامح تلك المرحلة.

وأكد الشبل أن الشعر كان بمثابة أداة توثيق حقيقية للأحداث التاريخية، وأن العلاقة بين التاريخ والأدب ليست سطحية بل جوهرية، وتنعكس بوضوح في نتاج الشعراء الكبار، مشيرًا إلى أن مساء اليوم شكّل فرصة لاستعراض هذا التداخل العميق بين الذاكرة الثقافية والوقائع التاريخية.

من جانبها، أوضحت الكاتبة طاهرة آل سيف أن هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة فعاليات شهرية تنظمها لجنة سفراء الدمام بجمعية الأدب، والتي تضم في عضويتها مريم الحسن رئيسة السفراء، إلى جانب أميرة المضحي،، وطاهرة آل سيف، مبينةً أن البرامج تتنوّع بين الأدب والفكر والثقافة، وتستهدف تعزيز المشهد الثقافي في المنطقة الشرقية.

وعلى هامش اللقاء، كشف الدكتور الشبل عن مشاريعه القادمة، مشيرًا إلى قرب تقديمه محاضرة عن الشيخ عبد الرحمن السعدي، إلى جانب عمله على مشروع كتاب شخصي بعنوان ”عصر أدركت أواخره“، يتناول فيه تجربته الحياتية والثقافية عبر أكثر من ستة عقود، موضحًا أنه أنجز فصلين من العمل، ولا يزال يستكمل باقي الفصول.

وأشار إلى إصداراته السابقة، ومنها كتاب ”صفحات من تاريخ نجد“، الذي يوثّق الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في المنطقة، وكتاب ”مملكة الحجاز العربية 1916 - 1925“ الذي يرصد تجربة الدولة الهاشمية في الحجاز، موضحًا أن تلك الإصدارات تأتي ضمن جهوده البحثية في حفظ الذاكرة التاريخية للمملكة.