استشاري: القولون العصبي يختلف عن التقرحي.. و”الهضمي“ مصطلح غير طبي
أوضح استشاري الجهاز الهضمي الدكتور عبد الله الذيابي أن هناك اختلافات جوهرية بين القولون العصبي والقولون التقرحي، مشددًا على أهمية التمييز بين الحالتين لتفادي الخلط الشائع بين الأمراض الوظيفية والعضوية للجهاز الهضمي.
وأكد في الوقت ذاته عدم وجود مرض معترف به طبيًا يُعرف باسم ”القولون الهضمي“.
وأشار الذيابي إلى أن القولون العصبي يُعد من الأمراض الوظيفية التي لا تُحدث تغيرات ملموسة في نسيج القولون، ولا تُصاحبها مظاهر قابلة للقياس السريري، كما أنه لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
وبيّن أن أسبابه لا تزال غير معروفة بشكل دقيق، لكن يُعتقد أن عدة عوامل قد تلعب دورًا في ظهوره، منها الالتهابات المعوية التي قد تعقب حالات التسمم الغذائي، واضطرابات حركة الأمعاء، والتحسس الزائد، إلى جانب العوامل النفسية والوراثية، والتغيرات في بكتيريا القولون.
وفي المقابل، أوضح الذيابي أن القولون التقرحي هو مرض عضوي مزمن يصيب البطانة الداخلية للقولون، ويؤدي إلى التهابات وتقرحات مستمرة.
وأشار إلى أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأورام القولون على المدى الطويل، مؤكدًا أن المرض يُصنّف ضمن أمراض المناعة الذاتية، إذ يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة بطانة القولون لدى الأفراد المهيئين وراثيًا، ما يؤدي إلى حدوث هذه التقرحات المزمنة.
وعن مصطلح ”القولون الهضمي“ المتداول شعبيًا، نفى الدكتور الذيابي وجود هذا التشخيص في المراجع الطبية المعتمدة.
ورجح أن من يستخدم هذا التعبير قد يكون يقصد به القرحة الهضمية، وهي حالة مرضية تصيب المعدة أو الإثنى عشر، وتختلف تمامًا في طبيعتها وأعراضها وعلاجها عن أمراض القولون.
وأكد على أهمية عدم الاعتماد على المصطلحات العامة أو غير العلمية في وصف الأعراض أو الحالات الصحية، داعيًا الأفراد إلى استشارة المختصين والتوجه للفحص الطبي الدقيق عند الشعور بأي أعراض متكررة في الجهاز الهضمي، وذلك للوصول إلى تشخيص صحيح وعلاج مناسب.
