الاستشاري الحاجي: ”متلازمة المحتال“ فخ نفسي يلاحق الناجحين.. وهذه طرق علاجها

أكد أستاذ العلوم السلوكية والاجتماعية، الدكتور محمد الحاجي، أن الشعور المستمر بالشك في الكفاءة الذاتية، المعروف بـ ”متلازمة المحتال“، يعد حالة نفسية واسعة الانتشار بين المبدعين والناجحين، حيث يعيشون في قلق دائم من أن نجاحاتهم لم تأتِ عن جدارة واستحقاق.
وأوضح الحاجي، الباحث في علم النفس السلوكي، أن المصابين بهذه الحالة يميلون إلى تفسير إنجازاتهم وتفوقهم الواضح على أنه مجرد ضربة حظ أو نتاج صدفة، وليس انعكاسًا حقيقيًا لقدراتهم وجهودهم.
وأشار إلى أن هذا الشعور يتفاقم بشكل لافت لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوعي ذاتي وقدرات إدراكية مرتفعة.
وبيّن أن هذا النمط من التفكير السلبي قد يتحول إلى عائق حقيقي، حيث يدفع بصاحبه إلى رفض فرص مهنية أو إبداعية مهمة، خوفًا من لحظة ”الانكشاف“ التي يخشى فيها أن يدرك الآخرون عدم جدارته المزعومة.
ولفت إلى أن هذه الحالة تجسد مفارقة ”كلما تقدم الإنسان في المعرفة، ازداد إدراكه لجهله“، والتي تتحول من فضيلة التواضع إلى عبء نفسي حين تقترن بالتقليل من قيمة الذات.
وشدد الحاجي على أن التعامل مع هذه المتلازمة لا يتطلب بالضرورة علاجًا نفسيًا بالمعنى التقليدي، بل يكمن حله في تبني سلوكيات صحية بسيطة ومؤثرة.
وأكد أن أولى هذه الخطوات وأهمها هي ممارسة تدوين الإنجازات اليومية والاحتفاء بها، حتى وإن بدت صغيرة أو غير لافتة، موضحًا أن هذا السلوك يعزز بشكل مباشر احترام الذات ويجعل الشخص أكثر تقديرًا لجهوده المبذولة.
وأكد على أن معرفة الإنسان لقدر نفسه لا تكتمل بالتواضع فحسب، بل تمتد لتشمل ضرورة إنصافه لجهده، ومنح ذاته التقدير الذي تستحقه عند تحقيق أي إنجاز أو تقدم، باعتباره حقًا أصيلًا يعزز الصحة النفسية ويحفز على مزيد من العطاء.