بكتيريا غامضة في الدواجن تثير قلق العلماء.. هل نحن على أعتاب وباء جديد؟

كشف علماء في مراجعة علمية حديثة نُشرت في مجلة أمراض الحيوان عن خطر متنامٍ يهدد الصحة العامة، يتمثل في إمكانية انتقال مرض بكتيري يصيب الدواجن إلى الإنسان، ما يفتح باب القلق بشأن انتشار عدوى قد تتحول إلى وباء عابر للأنواع.
وبحسب ما أوردته الدراسة، فإن المرض المعروف باسم داء اللولبيات المعوية الطيري تسببه بكتيريا من نوع Brachyspira, ويصيب بشكل رئيسي دجاج البياض والدجاج اللاحم، متسببًا في أعراض حادة تشمل الإسهال المزمن، تأخر إنتاج البيض، فقدان الوزن، وارتفاع معدلات النفوق.
ورغم الخسائر الاقتصادية التي يخلّفها المرض، والتي قدّرتها الدراسة بنحو 18 مليون جنيه إسترليني سنويًا في المملكة المتحدة وحدها، لا تزال الأبحاث حوله محدودة، في وقت تتزايد فيه كثافة مزارع الدواجن عالميًا، مما يُفاقم من فرص تفشي العدوى بين المزارع، وانتقالها إلى الإنسان.
وأشارت المراجعة إلى أن بعض سلالات البكتيريا المسببة للمرض توجد كذلك لدى الخنازير، فيما أثارت تقارير طبية عن حالات بشرية ظهرت عليها أعراض مثل الإسهال المزمن، وتشنجات البطن، ونزيف المستقيم، مخاوف من قابلية انتقال العدوى إلى الإنسان، إما عبر ملامسة لحوم ملوثة أو استهلاكها دون طهي كافٍ.
ويعدّ الخطر مضاعفًا لدى الأشخاص من ذوي المناعة المنخفضة أو المقيمين في بيئات تفتقر لمعايير النظافة، حيث قد تؤدي الإصابة إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب القولون التقرحي، أو تجرثم الدم، وقد تنتهي في بعض الحالات النادرة بالوفاة.
ويواجه تشخيص المرض تحديات كبيرة بسبب اعتماده على تقنيات دقيقة مثل الزراعة الميكروبية والفحوص الجينية، كما يعوق الحظر المتزايد على استخدام المضادات الحيوية، إضافة إلى مقاومة البكتيريا لها، فعالية العلاج، ما يستدعي البحث عن بدائل طبيعية آمنة وفعالة.
وذكرت المراجعة أن بعض التجارب أثبتت فعالية مخلفات زيت الزيتون المخمرة في تقليل العدوى بنسبة تصل إلى 50% في الدواجن، كما أظهر مستخلص القرفة قدرة على كبح نمو البكتيريا، ما يجعلها خيارات واعدة في خفض الاعتماد على المضادات التقليدية.
ودعا الباحثون إلى تكثيف الجهود نحو تطوير لقاحات وقائية، وتشديد الرقابة الصحية في سلاسل إنتاج الدواجن، مؤكدين على أهمية تبنّي نهج ”صحة واحدة“، الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، للوقاية من تفشٍ عالمي محتمل.