آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 7:51 م

المختص العيد: إدمان المخدرات يتغذى على التفكك الأسري وضعف الحوار

جهات الإخبارية

حذّر المستشار التربوي والخبير الاجتماعي جعفر العيد من تصاعد معدلات الإدمان في أوساط الشباب، مؤكدًا أن المخدرات لم تعد مجرّد مواد تُغيّب العقل، بل تحوّلت إلى تهديد حقيقي يمسّ البنية النفسية والاجتماعية للأسرة والمجتمع، داعيًا إلى تحرّك وقائي يبدأ من داخل المنزل.

وأوضح العيد أن الإدمان يُعرّف على أنه رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي مادة مخدرة، تنشأ عنها حالة من الاعتماد النفسي والجسدي، وتتسبب في اضطرابات سلوكية وعقلية خطيرة.

ونبه إلى أن أكثر المواد انتشارًا في السعودية تشمل الحشيش، يليه الكبتاجون، ثم مادة ”الشبو“ شديدة التأثير، وكلها تترك آثارًا مدمرة على المتعاطي.

وأشار إلى أن تعاطي المخدرات يقود إلى ما يُعرف بمتلازمة التبعية، وهي مجموعة من التغيرات السلوكية والمعرفية والبدنية التي تجعل الفرد أسيرًا لرغبة الاستمرار في التعاطي، رغم معرفته بمخاطرها الجسيمة.

ولفت إلى أن من أبرز أعراض الإدمان: اضطرابات النوم، احمرار العينين، فقدان الشهية، التدهور الدراسي، والعزلة الاجتماعية.

وبيّن أن البيئة الأسرية تلعب دورًا محوريًا في الانزلاق نحو المخدرات، مشيرًا إلى أن التفكك الأسري، أو غياب الرقابة، أو وجود قدوة سيئة في المنزل قد تفتح الباب أمام الوقوع في براثن التعاطي.

وأشار إلى أن أصدقاء السوء، والفراغ، والسفر دون رقابة، تعدّ من الأسباب البارزة خلف تفشي هذه الظاهرة.

وأكد العيد أن الاكتشاف المبكر من قِبل الأسرة يمكن أن ينقذ الأبناء من مسار مظلم، إذ تبدأ المؤشرات بتبدل الأصدقاء، والعدوانية، وضعف الأداء الدراسي، وطلب المال المتكرر دون مبرر، بالإضافة إلى تذبذب العلاقة مع الأهل.

وشدد على أن الوقاية تبدأ من ترسيخ القيم الدينية، وتقوية الروابط الأسرية، وتخصيص وقت للحديث مع الأبناء، وتنمية اهتماماتهم في مجالات إيجابية كالفن والرياضة والبرمجة.

ودعا الأسر إلى تعزيز شعور الأبناء بالحب غير المشروط، والتمييز بين الرفض للفعل وبين قبول الشخص ذاته.