حملة وطنية.. 60% من مدمني المملكة شباب والإهمال الأسري أبرز الأسباب

أطلق المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، بالتعاون مع هيئة الصحة العامة ”وقاية“، حملة توعوية واسعة النطاق بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر المؤثرات العقلية.
وكشفت الحملة عن إحصاءات مقلقة تشير إلى أن أكثر من 60% من المدمنين في المملكة هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا، وذلك ضمن واقع عالمي يقدر عدد المتعاطين فيه بنحو 300 مليون شخص.
وسلطت الحملة الضوء على الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب نحو التعاطي، حيث أظهرت البيانات أن العوامل الأسرية والاجتماعية تلعب الدور الأخطر.
وأفادت دراسات استندت إليها الحملة، ومنها بيانات اللجنة الوطنية لمكافحة المؤثرات العقلية ”نبراس“، أن المشكلات الأسرية تقف خلف 33% من الحالات.
وبشكل أكثر تحديدًا، تبين أن إهمال الأسرة لمتابعة أنشطة أبنائها وطرق إنفاقهم للأموال يرتبط ارتباطًا مباشرًا بـ 51% من حالات التعاطي، مما يجعله عامل الخطر الأبرز.
وعلى الصعيد الاجتماعي، كشفت الحملة أن الضغوط الحياتية تشكل دافعًا قويًا نحو الإدمان، حيث أرجع 46% من المتعاطين السبب إلى شعورهم بالفشل المتكرر في الحياة، بينما عزاه 37% منهم إلى التورط في الديون والضغوط المالية، مما يوضح العلاقة الوثيقة بين الاستقرار النفسي والمادي والوقاية من هذه الآفة.
وتهدف الحملة إلى تحقيق أثر ملموس عبر استهداف شرائح مجتمعية محورية، في مقدمتها الشباب والمراهقون باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للخطر.
وتركز على تمكين الآباء والأمهات وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لأساليب الحماية والوقاية، بالإضافة إلى تفعيل الدور المحوري للمعلمين والمستشارين التربويين داخل المؤسسات التعليمية، والعاملين في القطاعين الصحي والاجتماعي لاكتشاف الحالات مبكرًا وتوجيهها للعلاج.
وأكد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن هذه المبادرة المشتركة تعكس التزامًا راسخًا بحماية المجتمع من خلال توفير معلومات دقيقة وموثوقة، وتقديم الدعم العملي للأسر والمؤسسات التعليمية، بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي والقدرة على مواجهة التحديات المرتبطة بتعاطي المؤثرات العقلية.